اسلامية الثاني عشر : الوحدة الثانية مقتضيـــــات الإيمـــــــانر

الوحدة الثانية
مقتضيـــــات الإيمـــــــان
يقتضي الإيمان بالله الاعتقاد الجازم بأن الله وحده خالق كل شيء والمالك لكل شيء وأنه المحيي المميت والضار والنافع وهو الذي يرزق مخلوقاته وله الأمر كله .
" أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" .


وأنه متصف بصفات الكمال منزه عن جميع النقائص ويجب الإيمان بأسمائه وصفاته التي أثبتها الله لنفسه في القرآن وأثبتتها السنة النبوية منزهين الله عن كل نقص ملتزمين بما ورد في الكتاب والسنة من أسماء وصفات " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" .
من سورة الأنعام الآيات من 95 : 104
إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) .

معاني المفردات والتراكيب
فالق : شاق والفلق هو الشق في الشيء . الحَبْ فيخرج منه النبات وفالق النوى يخرج منه الشجر .
السماء : السحاب لأن العرب تسمى كل ما علاك سماء .
حسباناً : وسيلة لحساب الأيام والسنين .
مستقر : مكان تستقرون فيه فوق سطح الأرض .
مستودع : موضع استيداع في القبور أو في أصلاب آبائكم .
أنىّ تؤفكون : كيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان .
فالق الإصباح : مصدر بمعنى الصبح
أي أن الله شاق ظلمة الإصباح وهي الغبش بضياء النهار .
سكناً : راحة يسكن فيه الناس عن الحركة والتعب .
ذلكم : أي النظام المذكور هو تقدير القوى في ملكه العليم بخلقه .
الطلْع : أول ما يبدو من ثمر النخل .
القنوان : العود المحمل بالثمر .
دانية : قريبة التناول للقائم والقاعد .
مشتبها وغير متشابه : أي متشابها في الحجم واللون وبعض الصفات وغير متشابه في أخرى كالطعم والمذاق .
ينعه : نضجه
وجعلوا لله شركاء الجن : أي شركاء من الجن فعبدوهم وعظموهم .
خرقوا : ابتدعوا واختلقوا كذباً بنين وبنات كعزيز وعيسى وبنات كالملائكة .
بصائر : حجج وآيات واضحات .
خضراً : شيئاً غضاً أخضر .
متراكباً : بعضه فوق بعض
وما أنا عليكم بحفيظ : وما أنا برقيب أحصى أعمالكم وإنما أنا نذير .


شملت الآيات حقائق عن الله تعالى وهي :
1-الخلق : فقد أوجد الله المخلوقات كلها من العدم ولم يخلقها على مثال سابق ومن الأمثلة على ذلك :
أ) النبات :
يشق الله الحب فيخرج النبات ويشق النوى فيخرج منه الشجر يخرج النبات الحي من الحب اليابس كالحيوان من البيضة ويخرج الحب اليابس من النبات الحي .
س/ توجد عجيبتان في شق الحب والنوى بينهما .
ج/ 1-إذا كانت طبيعة الشجرة تقتضي الغوص في باطن الأرض فلماذا صعد منها جزء لأعلى وإذا كانت تقتضي الصعود فلماذا هبط منها جزء لأسفل .
2-إن باطن الأرض جرم كثيف تخترقه الآلات بصعوبة ومع ذلك تخترقه الجذور رغم ضآلتها ودقتها .
س/ وضح دلائل الله في النبات ؟
ج/ 1-شق الحب والنوى
2-اختلاف الزروع والثمار برغم أنها تسقى بماء واحد .
نشاط (1) :
س/ كيف تستدل على وحدانية الله تعالى من خلال :
أ-إخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي ؟
ب-التنوع العجيب في الكم والكيف الذي نلاحظه في النبات ؟
ج/ أ-إن الله الذي يشق الحبة اليابسة كالحنطة فيخرج منها النبات الأخضر النامي إلى المتحرك ويشق النواة الصلبة التي هي كالجماد فيخرج منها أشجاراً عظيمة أليس في ذلك دلالة على أنه وحده هو القادر على ذلك .
ب-إن النبات جنس له أنواع كثيرة فمنه زرع وهو ماله ساق لين ومنه شجر وهو ماله ساق غليظ ومنه ما ينبت لاصقاً بالتراب وهي كلها نابتة من ماء السماء الذي هو واحد ، إنها قدرة الله تعالى .
ب) الأحوال الفلكية :
س/ اذكر أدلة قدرة الله تعالى في الفلك .
ج/ 1-يشق الصبح وهنا ضعيفا ثم يقوى شيئاً فشيئاً .
2- تعاقب الليل والنهار .
3-جعل الشمس والقمر وسيلة لحساب الأيام والسنين .
س/ ما موقف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من المسلمين عندما وجدهم يتذاكرون في الشمس ومجراها ؟
ج/ بارك عملهم وأمرهم بالتفكر في الخلق ولا يتفكروا في الخالق لأن ذلك مدخل الشيطان للنفس الإنسانية .
نشاط (2) :
س/ استدل على وحدانية الله تعالى من خلال ظاهرة "تعاقب الليل والنهار" .
ج/ لقد جعل الله في تعاقب الليل والنهار آية دالة على قدرته فكل منها يأتي إثر الآخر دون تقديم أو تأخير أو توقف . وفي ذلك دلالة على قدرة الله تعالى .
نشاط (2) :
س/ عدد فوائد النجوم .
ج/ علامات يهتدي بها الناس في ظلمات الليل وفي عبور البحر .
- تزيين السماء .
- رجوماً للشياطين .
ج) الإنسان :
خَلَقَ الله البشر جميعاً من أصل واحد هو آدم عليه السلام ثم وضح لنا تسلسل النوع الإنساني .
نشاط (3) :
س/ وضح مراحل خلق الإنسان . موضحاً دلائل قدرة الله ووحدانيته في تلك المراحل .
ج/ نطفة – علقة – مضغة – عظام تكسى باللحم – إنشاؤه خلقاً آخر .
جعل الله خلق الجنين على مراحل وأطوار ينتقل بينها بدقة ويسر لتناسب طبيعة المرأة وقدرتها على الحمل .
س/ لماذا لم يخلق الله الجنين مرة واحدة ؟
ج/ ليرينا آثار قدرته عز وجل .
د) إنزال المطر .
من آثار قدرة الخالق سبحانه وتعالى تصريف الرياح والسحاب بإذنه وإنزال المطر يصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء بإرادته وحكمته .
2) الله تعالى منزه عن الشريك والولد :
لقد ردت الآيات على مشركي العرب الذين عبدوا مع الله غيره وأشركوا في عبادته وأبطلت مزاعم المشركين على اختلاف طوائفهم .
س/ كيف يكون الإنسان مشركاً لله في عبادته ؟
ج/ إذا لجأ لغيره . وتوكل على غيره وظن أن النفع والضر بيد غيره .
3) تنزيه الله تعالى عن الصاحبة والولد :
لقد نفت الآيات زعم من ادعى أن لله ولداً كعيسى وعزير أو أن له بناتاً كما ادعوا بأن الملائكة هم بنات الله . ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
4) توحيد الله تعالى بالعبودية :
إن المتأمل في أدلة قدرة الله وآثار قدرته في النبات والسماء والأرض ليوقن يقيناً صادقاً وجازماً بأن الله تعالى / وهو وحده المستحق للعبادة .
المتفرد بالألوهية والوحدانية .
تؤكد الآيات أيضاً أن الله أنزل القرآن وجعله بصائر وهداية للناس والإنسان مخير بين أن يختار طريق الهداية أو يتنكب عن طريق الهدى ويعرض عنه ويتحمل تبعات اختياره . يتضح ذلك من خلال الحديث القدسي .

إرسال تعليق

0 تعليقات