تقرير عن الأعاصير في سلطنة عُمان

فريق البحث والتقاير في مدونة عمان التعلمية --  يقدم عرض تقرير في مادة الدراسات عن الأعاصير 


نتيجة لموقعها الجفرافي والفلكي وقربها من مراكز تكون الأعاصير والحالات المناخية؛ فقد تعرضت السلطنة للعديد من الأنواء المناخية المختلفة من حيث مدى قوتها وتأثيرها، وتحفظ لنا كتب التاريخ العماني عددا من التواريخ المرتبطة بهذه الأعاصير والمنخفضات، والجرفات وتأثيراتها على المجتمع المحلي.

وفي السنوات الأخيرة تزايدت حالات التأثيرات المناخية الكبيرة على أجواء السلطنة، فقد تأثرت السلطنة خلال الاثني عشر عامًا الأخيرة بثلاثة أعاصير قبل الحالة المناخية المتوقع حدوثها خلال هذين اليومين، فبعد إعصار (جونو) عام 2007 أتى إعصار (فيت) في يونيو 2010، ثم إعصار(ميكونو) في مايو 2018.

(أثير) تستعرض في هذا التقرير لمحات تاريخية عن بعض الأعاصير والأنواء التي تأثرت بها السلطنة خلال تاريخها، ثم تتناول من خلال أرشيف جريدة عمان لعامي 1977، و1978 المعلومات المتعلقة بإعصار عام 1977 الذي تأثرت به السلطنة بشكلٍ عام، وولاية مصيرة بشكلٍ خاص في يونيو 1977.

محطات تاريخية

تأثرت السلطنة بالعديد من الحالات المناخية طوال تاريخها، فتذكر لنا كتب التاريخ حادثة وادي (كلبوه) زمن الإمام الوارث بن كعب سنة 192هـ ، التي غرق فيها الإمام بعد محاولته إنقاذ بعض المساجين من أن يجرفهم الوادي الشهير بنزوى والذي كان قد امتلأ بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت في تلك السنة.

كما أورد المؤرخون العمانيون وأبرزهم نور الدين السالمي في تحفته أخبار إعصار سنة 251هـ الموافق 865م وتحديدا في ليلة الأحد 3 من جمادى الأولى زمن الإمام الصلت بن مالك؛ الذي يعده البعض من أهم وأقوى الأعاصير التي ضربت عمان قديما، حيث كانت له نتائج وخيمة من بينها طمس معالم بعض المدن واعتبارها بيت مال نتيجة للخسائر البشرية والمادية الجسيمة المترتبة عليه.

ومن المفارقات أن تاريخ اليوم الذي وقع فيه الإعصار وهو السادس من يونيو 865م يصادف تاريخ السادس من يونيو 2007 وهو اليوم الذي صادف إعصار جونو.

وفي يوم الجمعة 4 رجب سنة 513 هـ الموافق 17 أكتوبر 1119م، هطلت أمطار غزيرة وفيضانات في عمان، وخصوصا في سمائل والمناطق المجاورة لها ، وذلك في عهد الإمام راشد بن علي بن سليمان بن راشد اليحمدي ، حيث دمرت هذه السيول الكثير من البلدان وأغرقت الأموال والمنازل ، وارتفع منسوب الماء إلى مستويات عالية حيث يذكر الشيخ سيف بن حمود البطاشي نقلا عن بعض المخطوطات القديمة “أن زوجة عقيد العسكر بحصن سمائل كانت تغرف الماء من نافذة الحصن”.

وفي ليلة الثلاثاء 5 جمادي الآخرة سنة 897 هـ الموافق 11 أبريل سنة 1492 م بحسب ما ذكر الشيخ مداد بن عبدالله بن مداد الناعبي هطلت أمطار غزيرة بنزوى دمرت الكثير من حوائرها ومساجدها وحصونها ومزارعها وغيرها من البنى الأساسية.
وفي أواخر شهر شعبان سنة 970هـ الموافق شهر مايو سنة 1563م هطلت أمطار غزيرة على مناطق شتى من عمان وسالت الأودية والجراف كأودية الرستاق ، ووادي بني عوف ، والعلياء ، وخضراء بني لمك ، ونزوى ، وبهلى ، وسمائل ، وعلياء الفوارس .

وفي شهر جمادي الآخر سنة 1094هـ الموافق شهر مايو سنة 1683م هبت في عشي إحدى الليالي رياح عاتية على بعض مناطق عمان مصحوبة بأمطار شديدة مما أدى إلى حدوث خسائر جسيمة في المزروعات واقتلاع أشجار النخيل.
وذكر ابن رزيق في (الفتح المبين) أنه في سنة 1213هـ الموافق سنة 1798م نزلت أمطار غزيرة على أغلب مناطق عمان استمرت ما يقارب من ستين يوما.



كما تخبرنا الروايات الشعبية عن حوادث عديدة حصلت بسبب الأنواء المناخية التي تعرضت لها أجواء السلطنة، كموجة تسونامي التي ضربت المنطقة حوالي عام 1945، وحادثة غرق السفينة (سمحة) وغيرها من السفن العمانية في عام 1958 التي راح ضحيتها كثير من النواخذة والبحارة والمسافرين العمانيين، والعديد من المسميات لهذه الأنواء، مثل ضربة (الشلّي)، و(الأحيمر)، و(اللكيذب)، و(ضربة الكوي)،وغيرها.

إعصار 1977
اجتاح السلطنة في نهاية الأسبوع الثاني من شهر يونيو 1977 إعصار شديد بلغت سرعته 120 عقدة وداهم عددا من ولايات السلطنة، وتسبب في أضرار مؤسفة في الأرواح والممتلكات، وسارعت أجهزة الدولة المختلفة في إنقاذ المنكوبين ومن بينها وزارة الدفاع، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الداخلية، ووزارة الصحة.

وكان أكثر الأضرار في جزيرة مصيرة التي داهمها الإعصار فجر يوم الإثنين الموافق 13 يونيو 1977م، واستمر إلى ما بعد ظهر اليوم وتسبب بأضرارٍ جسيمة، حيث تضرر ما يربو على 1400 منزل مبني بالمواد الثابتة، مما أدى إلى فقدان أكثر من 3000 شخص للمأوى وأعلنت حالة الطوارئ في الجزيرة



المصادر :: وكالات

إرسال تعليق

0 تعليقات