تقرير وبحث دراسات / بيئة الحشائش المدارية الطويلة - السافانا

غابات السافانا

تعرف غابات السافانا على أنها بيئة نباتية ذات غطاء عشبي مستمر، وعادةً ما يحتوي هذا الغطاء على أشجار أو شجيرات متناثرة، وتشكل السافانا نظامًا واسعًا في جميع أجزاء الكرة الأرضية، كما تحتل جزءًا كبيرًا من أراضي المناطق المدارية وشبه المدارية، حيث تشكل السافانا 20٪ من الغطاء الأرضي على سطح الأرض وتتواجد في

 جميع القارات المختلفة، وعلى الرغم من أن الأشجار قد تشكل 40٪ من الغطاء السائد في بعض مناطق السافانا، إلا أن التدفق الأساسي للطاقة والمواد الغذائية يحدث بسبب الطبقة العشبية لدى السافانا وليس بسبب الأشجار، كما أظهرت الدراسات بأن مقاومة النباتات في السفانا للجفاف أكثر أهمية من مقاومتها للحرائق، حيث تقوم هذه النباتات باستخدام العديد من الاستراتيجيات لاستغلال المياه المتوفرة في السافانا لضمان بقائها على قيد الحياة.

نشأة غابات السافانا

نشأت غابات السافانا نتيجةً للانخفاض التدريجي في هطول الأمطار على حواف المناطق المدارية خلال عصر سينوزويك أي منذ 66 مليون سنة من الوقت الحالي، وقد ظهرت الأعشاب والنباتات السائدة في السافانا قبل حوالي 50 مليون سنة، وفي بعض دراسات سجل الأحافير في أمريكا الجنوبية تم إيجاد نباتات مشابهة للتي تسود السافانا في الوقت الحالي، والتي يعود تاريخ نشأتها إلى عصر الميوسين المبكر منذ حوالي 20 مليون عام، ويعود السبب الأساسي في نشأة السافانا إلى المناخ الذي أصبح أكثر برودة خلال تلك العصور، حيث أدى هذا الانخفاض في درجات الحرارة إلى الانخفاض في نسبة تبخر المياه على سطح الأرض، مما تسبب في إبطاء الدورة الهيدرولوجية بأكملها، وبالتالي فقد تأثرت النباتات الطبيعية في مناطق دوائر العرض الوسطى بشكلٍ كبير.



نتيجةً للتغير المناخي طويل الأجل هذا فقد كانت المناطق الرئيسة لنشأة السافانا في أمريكا المدارية وأفريقيا وجنوب آسيا وأستراليا منفصلة عن بعضها البعض بحواجز محيطية، كما كان هنالك تباين في تفاصيل ظهور السافانا في هذه المناطق، حيث تطورت الحياة النباتية والحيوانية المتنوعة في كل منطقة لتهيمن على الموائل الجافة الموسمية الجديدة، ولقد انتشرت السافانا بشكل كبير في المناطق المدارية خلال العصر الجليدي، كما سكن البشر السافانا في أول ظهور لهم على سطح الأرض في قارة أفريقيا، ونتيجةً لتطور مهارات البشر في تعديل البيئة لتناسب احتياجاتهم فقد تنقلوا إلى كل من آسيا وأستراليا والأمريكتين.

مناخ غابات السافانا

تتمتع جميع البيئات المختلفة على سطح الأرض بمناخات مختلفة تميزها عن غيرها من البيئات، وهذا هو الحال مع غابات السافانا، حيث تتمتع السافانا بمناخ حار تتراوح درجات الحرارة فيه ما بين 20 إلى 30 درجة مئوية، وتكون الأمطار في هذا النوع من البيئات معتدلة، حيث تصل إلى 75 سم في السنة، ولحسن الحظ أن هذه الكمية من الأمطار غير كافية لإحداث فيضانات قد تساهم في تدمير السافانا، كما تحتوي مناطق السافانا على فصلين من فصول السنة بدلًا من أربعة فصول وهما؛ فصل الصيف الرطب الذي يتراوح بين ستة إلى ثمانية أشهر، وفصل الشتاء الجاف الذي يتراوح من أربعة إلى ستة أشهر، وعادةً ما تفقد معظم النباتات في السافانا أوراقها وتموت خلال الموسم الجاف، كما غالبًا ما يصيب البرق أراضي السافانا خلال موسم الجفاف محدثًا حرائق قد تتسبب في تدهور وتدمير هذه البيئة.

مواقع غابات السافانا

تعد غابات السافانا نوعًا من أنواع المناطق الحيوية ذات الأراضي العشبية التي تمتلك عددًا قليلًا من الأشجار، كما تعد السافانا موطنًا للعديد من الحيوانات المختلفة، حيث تتواجد غابات السافانا في جميع قارات الكرة الأرضية باستثناء القطب الجنوبي، كما تتواجد أكبر سافانا في قارة أفريقيا بالقرب من خط الاستواء، وتعد حديقة سيرينغيتي الوطنية المتواجدة في تنزانيا واحدة من أشهر مناطق السافانا في العالم، حيث تشتهر حديقة سيرينغيتي الوطنية بالتنوع الهائل للحياة النباتية والحيوانية المتواجدة فيها، وفي ما يأتي سيتم ذكر بعض المواقع الأخرى التي تتواجد فيها السافانا
  • أفريقيا: تتواجد سافانا أفريقيا في كل من كينيا وزيمبابوي وبوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا.
  • أمريكا الوسطى: تتواجد السافانا في إمريكا الوسطى في كل من بليز وهندوراس.
  • أمريكا الجنوبية: تتواجد السافانا في أمريكا الجنوبية في كل من فنزويلا وكولومبيا.
  • مواقع أخرى: تتواجد السافانا أيضًا في كل أستراليا و آسيا الجنوبية.

الإنتاج الحيوي في غابات السافانا

تتمتع غابات السافانا بإنتاجات حيوية ذات مستوى عالٍ نسبيًا، حيث تتركز معظم الإنتاجات الحيوية في السافانا خلال فترة موسم الأمطار وما بعد موسم الأمطار، إذ يتميز هذا الموسم بوفرة الماء الذي تستخدمه النباتات، فمن الممكن أن يتجاوز الإنتاج الحيوي للسافانا إنتاج الغابات خلال هذا الموسم، وقد تم تسجيل القيم العليا للإنتاج الحيوي فوق سطح الأرض خلال موسم هطول الامطار وكانت في المناطق الأكثر جفافًا من 0.5 إلى 11.5 طن متري لكل هكتار، بينما كانت في المناطق الأكثر رطوبة من 5.5 إلى 20.8 طن متري لكل هكتار، كما كانت القيم التي تم قياسها تحت سطح الأرض أقل من تلك التي تم قياسها فوق سطح الأرض، ولكن عادةً ما تكون الكتلة الحيوية تحت سطح الأرض كبيرة أو أكبر من قيمتها فوق سطح الأرض.
توفر السافانا غطاء نباتي ذا جودة عالية تستخدمه الحيوانات في عملية التغذية، حيث يتكون الغطاء النباتي للسافانا بنسبة كبيرة من الحشائش، حيث تتراوح نسبة الحشائش ما بين 15٪ إلى 90٪، وتعرف هذه الحشائش بكونها مستساغة وقابلة للهضم، كما توفر البذور وبعض أجزاء النبات الممتدة تحت الأرض غذاءً مهمًا لبعض أنواع الحيوانات خلال مواسم الجفاف، وتتحلل الأعشاب الجافة والخشب الميت في السافانا عن طريق الحرق أو النمل الأبيض، بحيث تؤدي عملية التحلل إلى إطلاق المواد المعدنية بهدف إعادة استخدامها في الإنتاج في المواسم اللاحقة، حيث يساعد معدل تدوير المغذيات السريع هذا في توضيح سبب الإنتاجية العالية للسافانا وبالتالي تنوع الحيوانات فيها.

الحياة النباتية في غابات السافانا

بعد التعرف على غابات السافانا سيتم الحديث عن الحياة النباتية في غابات السافانا، حيث تعد السافانا موطنًا للعديد من أشكال الحياة النباتية المختلفة كالأشجار والأعشاب والشجيرات، وفي ما يأتي سيتم الحديث عن التنوع النباتي في السافانا المتواجدة في العديد من قارات العالم:

السافانا الأمريكية

تعد السافانا الأمريكية موطنًا للعديد من الأشجار عريضة الأوراق مثل أشجار النخيل و أشجار كوبرنيكا وغيرها العديد، كما تحتوي السافانا الأمريكية على بعض أنواع الأعشاب مثل أعشاب ليرسيا وأعشاب باسبالوم .

السافانا الأفريقية

تضم السافانا الإفريقية مجموعة متنوعة من الأشجار حيث تعد كل من الأشجار التالية هي الأكثر شيوعًا في هذه السافانا وهي؛ أشجار الأكاسيا، أشجار البوباب ، أشجار النخيل، ومن بين الأعشاب الأكثر شيوعًا فيها؛ أعشاب البلوستيم، أعشاب القش، وأعشاب الثمد .

السافانا الهندية

تضم السافانا الهندية مجموعة من الأشجار مثل؛ أشجار الأكاسيا، أشجار ميموزا، أشجار الزيزفون، كما يتكون الغطاء العشبي لهذه السافانا بشكلٍ أساسي من أعشاب سحيم، أعشاب البلوستيم .

السافانا الأسترالية

تعد معظم أشجار السافانا الأسترالية أشجارًا دائمة الخضرة، حيث تشتهر السافانا الأسترالية بأشجار الأكاسيا وأشجار بوهينيا، أشجار الباوباب، كما يتكون الغطاء العشبي للسافانا الإفريقية من؛ العشب الأجمي، أعشاب سبينيفكس الشائكة، وبعض الأنواع الأخرى من الأعشاب .

الحياة الحيوانية في غابات السافانا

على الرغم من أن السافانا تتكون بشكلٍ أساسي من الشجيرات والأشجار الصغيرة، إلا أنها بعض مناطق السافانا تضم مجموعة متنوعة من الحياة الحيوانية، حيث يستوطن العديد من الحيوانات داخل هذه البيئات المتواجدة في جميع أنحاء العالم، وفي ما يأتي سيتم التعرف على الحياة الحيوانية في السافانا المتواجدة في كل من أفريقيا وأستراليا والهند وجنوب أمريكا:
  • السافانا الإفريقية: تضم أفريقيا السافانا الأكبر والأكثر شهرة في العالم، حيث تضم هذه السافانا مجموعة من الحيوانات المعروفة من الثدييات مثل؛ الفهد، فرس النهر، الأسد الإفريقي، الفيل الإفريقي، الزرافات، وغيرها العديد من الثدييات، كما تضم مجموعة من الزواحف مثل؛ ثعبان النمر الشرقي، وبعض أنواع السلاحف والسحالي، كما يعد كل من النمل والنمل الأبيض أكثر الحشرات انتشارًا في السافانا الإفريقية.
  • السافانا في أمريكا الجنوبية: حيث تغطي هذه السافانا حوالي 150،000 ميل مربع من الجزء الشمالي الشرقي من القارة، حيث تضم هذه السافانا مجموعة متنوعة من الحيوانات مثل؛ الغزلان، قرد العنكبوت الأبيض، تامندوا، بعض أنواع البط، وغيرها العديد من الحيوانات، كما تعد السافانا في أمريكا الجنوبية موطنًا للأناكوندا العملاقة.
  • السافانا الأسترالية: تقع هذه السافانا في شمال أستراليا، حيث تشكل حيوانات الخفاش ثلث الحياة الحيوانية في هذه السافانا، كما تضم هذه السافانا مجموعة من الجرابيات التي تشتهر بها أستراليا كالكنغر، وتعد هذه السافانا موطنًا للتماسيح والثعالب الطائرة وبعض أنواع الطيور والزواحف واللافقاريات الأخرى، كما ينتشر في هذه السافانا النمل الأبيض الموجود أيضًا في السافانا الإفريقية، حيث يهيمن على المناظر الطبيعية في بعض المناطق.
  • السافانا الهندية: تقع هذه السافانا في جنوب الهند وتغطي مساحة 14،000 ميل مربع، حيث تعد السافانا الهندية موطنًا لبعض أنواع الطيور الفريدة من نوعها، كما أنها موطنًا لكل من الفهود والفيلة الهندية ووحيد القرن وبعض أنواع التماسيح وغيرها العديد من الحيوانات.

تهديدات غابات السافانا

بعد التعرف على غابات السافانا سيتم الحديث عن التهديدات التي تواجهها هذه الغابات، حيث تواجه السافانا العديد من التهديدات التي تؤثر عليها بصورة سلبية للغاية، كالحرائق والرعي وتهديدات المناخ وغيرها العديد من التهديدات الأخرى، وفي ما يأتي سيتم التعرف على هذه التهديدات التي تعاني منها غابات السافانا:
  • الحرائق: تتشكل الحرائق في السافانا بشكلٍ اساسي نتيجةً للنيران المشعلة من قبل البشر أو أنشطتهم، وعادة ما يعود التأثير الكبير الناجم عن هذه الحرائق على الطبقة العشبية، كما قد تتسبب ببعض الأضرار للأشجار الناضجة.
  • رعي الماشية: عادةً ما يتم رعي الماشية في السافانا لاحتوائها على طبقة عشبية تناسب الرعي، حيث تؤدي هذه الممارسة إلى الحاق أضرار وتغيرات كبيرة بالسافانا، كما من الممكن أن يؤدي الرعي المستمر والجائر إلى أضرار كبيرة في التربة الخاصة بمناطق السافانا.
  • إزالة الأشجار: يتم إزالة الأشجار من مساحات شاسعة من السافانا الأسترالية وسافانا أمريكا الجنوبية، بحيث يتم إزالة الأشجار من 480،000 هكتار سنويًا في أستراليا بهدف تحسين إنتاج المراعي.
  • إدخال نباتات غريبة: حيث تم إدخال مجموعة من النباتات الغريبة في السافانا حول العالم، ومن بين هذه الأنواع التي تم إدخالها مجموعة خطيرة من النباتات الخشبية والأنواع العشبية، إذ تؤدي هذه النباتات الخطيرة إلى تغيرات كبيرة في السافانا وهيكلها، ومن الممكن أن يكون إدخال هذه النباتات إما عن قصد أو من غير قصد.
  • تغير المناخ: فقد يؤدي التغير المناخي الناجم عن الاحتباس الحراري إلى تغير في البنية والوظائف الأساسية للسافانا، وقد يؤثر التغير في المناخ العالمي في تحولات سريعة لكيفية توزيع النباتات داخل المناطق الإيكولوجية كالسافانا.
 المصادر :: مدونة عمان التعلمية 
 موقع سطور 

إرسال تعليق

0 تعليقات