التراث الفلسطيني المسلوب – و أمل العودة بقلم : د. عمار خليل

لاشك في أن لكل ارض بصمتها ولكل انسان نهضته ، بدأت من أول نشأة في تاريخة ، ومن ثم استمرت هذه البصمة يتوارثها جيل بعد جيل ، يزيد عليها ويطور منها ، ليكون بعدها ميزة بل علامة ومفتاح تعرف من خلاله اي شعب او اي حضارة .

فالحضارة الفلسطينية مجدت في تاريخها الكثير من البصمات والأعمال التى تدل على قوة الحضارة والتاريخ الفلسطيني الأصيل الذي ورقة جيل عن جيل ، ليكون صاحب تراث عربي أصيل يعرف من بين كل الحضارات لما تميز به ، حيث كان صاحب بصمة في كل شئ ، لتكون بعد ذلك تراث مجيد يفتخر به الصغير والكبير .
وبالرغم من قوة هذا التراث الأصيل النابع من قلب الأرض الفلسطينية لا زلنا نشهد به وبقوته في كل مجالات الحياة ، من التطريز ، والحياة الثقافية والإجتماعية ، والملبس و المأكل
الا وأن تعرض فلسطين الي الإحتلال ، وتهجير اهلها في جميع بقاع الأرض فلا يزال التراث الفلسطيني صامدا يشهد على قوة التراث والأصل الفلسطيني الثابت النابع من قلب الإنسان الفلسطيني فهي بصمة لاتندثر ولن تندثر – فلا زلنا نسمع الزغروة والموال ، ونأكل الفلافل والحمص والفول ، لازلنا نرقص الدبكة والدحية ، ونلبس الثوب المطرز .
وطور ابناء فلسطين على مدار العصور الثقافة الفلسطينية ومظاهر حياتها الا وأنها لم تخرج عن الاطار العام للتراث الفلسطيني المتأصل ..
فقد واجهه التراث الفلسطيني الكثير من المعوقات التى بالرغم من قوتها وشدتها الا وان التراث يخرج من جديد يتدفق شاهدا على أن الاطار التراثي الفلسطيني متميز لا يمكن تزيفهه او هدمة او قتل فكرته .

فقام الإحتلال بالكثير من الحيل للنيل من قدسية هذا التراث ، فقتل الكتاب ، والمؤلفين ، والعلماء ، وطمس اسس ومقومات هذا التراث في ارضه الاساس .
حطم المتاحف القديمة ، وسرقة الاواني التراثية الخالدة من كل بيت يقتحمه وكل مكان تراثي يهدمة
هدم البيوت القديمة والمساجد التراثية والتاريخية
حرق الكتب القديمة والمؤلفات والبرديات المؤسسة ، دخل كل قرية فلسطينية محاولا طمس هذا التراث ..
وبينما كان الإحتلال يطمس ويهدم ويدمر في الارض الا وان الفلسطيني كان يبني ويخلد ويبرز هذا التراث من الداخل الفلسطيني ومن الخارج كذلك .
فسرقت اسرائيل الكثير من القطع الاثرية والتراثية والعملات النقدية ، والحفريات الفلسطينية ، وباعتها على انها من تراثها الزائف ولكن تبين زيفها واثبت فيما بعد زيف هذا الادعاء .
تحاول اسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث التحدث عن اهم المأكولات الفلسطينية لتقول انها من عاداتها ومن ابرز تراثها ( كالحمص والفلافل والشاورما ، الدوالي ، المحشي والملفوف ، وبعض الاطباق الاخرى )
كما ادعت ان الحطة واللفحة وبعض من التطريز الفلسطيني جزء من تاريخ اسرائيل المبني على اكاديب وتظليل .

اسرائيل سرقت الكثير من مقدرات الحرم الابراهيمي الشريف ، والمسجد الاقصى المبارك ، والمساجد الفلسطينية القديمة في المدن المحتلة التى لا تزال شاهدة على جرائمة في حق فلسطين .
كما وهدمت العديد من الكنائس التاريخية و المباني التراثية في كل المدن والقرى الفلسطينية على امل ان تمحى الهوية التراثية الفلسطينية .

فعلى المسئول الفلسطيني واجب وطني وتراثي على احياء التراثيات الفلسطينية – فكنت اتذكر انه في بداية سطوح السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات – كان هناك اهتمام فلسطيني مميز في إحياء التراث الفلسطيني والحفاظ على هويته - ك ظهور الإعلاميين الفلسطينين في التلفزيونات الرسمية بالزي الفلسطيني المطرز ، ولبس الحطة ، وإحياء الحفلات الغنائية التراثية والفقرات المتميزة من الدحية والدبكة ، وكانت كل الفعاليا ت الرسمية تبدأ بجزء من اغاني وأناشيد التراث الفلسطيني ، كان هناك معارض في جميعات الهلال الاحمر والوزارات الفلسطينية ، تعرض منحوتات فلسطينية وفخاريات وازياء تطريزية .
كذلك كان الاسير الفلسطيني داخل سجون الإحتلال يتعلم فن التطريز والنحت وصياغة التراثيات الفلسطينية التى كان يهديها لاهله .
كان هناك اهتمام بالتراث الفلاحي والمدني ، وكانت هناك جهود مميزة على احياءها والاهتمام بتطويرها ، واتذكر جهود المدرسة والروضة والتنظيمات الفلسطينية ، كل كان يعمل بجهود جبارة لابراز هذه الهوية .

حتى فلسطينوا الداخل كان لهم مهرجانات سنوية يعرضون فيها الكثير من علامات وبصمات التراث ويحيون حفلات تراثية مميزة .
والمهجرون من ابناء الشعب الفلسطيني يقيمون فعاليات سنوية تجيمعهم ك مهرجان الجالية الفلسطينية في اروبا ، وفعاليات السفارات الفلسطينية المختلفة .
لا ننسى يوم الارض الخالد ، والمناسبات الفلسطينية التى نُحيها ، فمن خلالها هناك إبراز للتراث الفلسطيني .

التراث الفلسطيني غني ودسم بالكثير من الفعاليات على كافة مجالاته ، ويحتاج الي دعم وجهود جبارة لاستعادة المسلوب منه واحياءه وابرازة في كل المحافل وكل المنصات ويجب الا نتخلى عن هذا الجزء الاصيل من اسس الحياة الفلسطينية القديمة .
فتمجيد وإحياء التراث و ارتباطنا به جزء لا يتجزأ من حق العودة ، والنصر في كل معارك العودة للأرض وللوطن .




بقلم : د. عمار خليل

دبلوم التراث الفلسطيني
اكاديمية دراسات اللاجئين
refugeeacademy.org

إرسال تعليق

0 تعليقات