علامات ليلة القدر، والفضل العظيم لمن يوفقه الله لإحيائها

عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- قالت: قُلتُ: يا رَسولَ الله، أَرأيتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ لَيلةٍ ليلةُ القَدرِ؛ ما أَقولُ فيها؟ قال: «قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي» [أخرجه الترمذي وصححه الألباني].
.



#ليلة_القدر تكون في العشْرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رمضانَ، وتكونُ في اللَّيالي الوِتريَّةِ، وتُعرَفُ لمَن أحْياها وأقامَها بعلاماتِها؛ ومنها: أنَّها ليلةٌ صافيةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، وتَطلُعُ الشَّمسُ عقِبَها لا شُعاعَ لها مُنتشرَ في الآفاقِ، وسُمِّيَت بذلك؛ لعِظَمِ قَدْرِها؛ لنُزولِ القرآنِ والملائكةِ فيها، وقيل: لأنَّ الذي يُحْييها يكونُ له قَدْرٌ بذلك، وقيل: القدْرُ مأخوذٌ مِن التَّضييقِ، والذي يُرادُ هنا إخفاءُ يَومِها عن الناسِ، وقيل: لتَقديرِ أفعالِ السَّنةِ بها؛ فتُكتَبُ فيها أقدارُ تلك السَّنةِ، ويَحتمِلُ أنْ يكونَ اللَّفظُ مأخوذًا مِن بعضِ تلك المعاني أو كلِّها.
.
ومِن عظيمِ مِنَنِ اللهِ على هذه الأُمَّة أنْ جعَلَ لها في أيّامِ دَهْرِها نَفحاتٍ، ومِن تلك النَّفَحاتِ الجليلاتِ ليلةُ القدْرِ التي هي خيرٌ مِن ألْفِ شَهرٍ؛ فتعرَّضوا لها، لتفوزوا بعطايا ربكم؛ فالأعمارُ قَصيرةٌ، والآجالُ مَحدودةٌ. واليوم الذي يمر لا يعود وها هو رمضان قد أزف على الرحيل، فأحسنوا توديعه كما أحسنتم استقباله

إرسال تعليق

0 تعليقات