درس / الوحي والعقل التربية الإسلامية للصف الثاني عشر الفصل الاول

 الوحدة الثانية : عقيدتنا الدرس الثاني ::  الوحي والعقل

الوحي وخصائصه


الوحي : هو إعلام الله عزوجل رسولا من رسله أو نبيا من أنبيائه ما يشاء من كلام أو معنى بطريقة تفيد النبي أو الرسول العلم
اليقيني القاطع بما أعلمه الله به .


ويشمل الوحي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة



خصائص الوحي الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم

1 – إلهي المصدر . ولا دخل لذات النبي فيه بوجه سوى التبليغ للناس.

2 – حقائق مطلقة غير خاضعة للتعقيب الإنساني , ودور الإنسان هو الاستنباط والاستجلاء.

3 – لا يخالف قضايا العقل السليم . بل هو جار على مقتضاه.

4 – خطاب للناس كافة , سواء كان في صيغته اللفظية كليا أو جزئيا , إلا ما جاء دليلا على تخصيصه , لأن الإسلام جاء يخاطب كل البشر.

5 – منضبط في نص يجري على أساليب العرب في القول , فاستكشاف معانيه ينبغي أن يكون على أساس تلك الأساليب.

مكانة العقل وأهميته

س : أهم مظهر من مظاهر عناية الإسلام بالعقل وتكريمه .

جعله مناط التكليف , فقيد الواجبات الشرعية بوجوده , بل جعله أحد المقاصد الخمسة التي أوجب الحفاظ عليها وجرم أي عدوان عليها . وفتح أمامه باب الاجتهاد .

فحظه على التأمل والتفكر والتدبر , قال تعالى :  أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) الغاشية 17-18
ونعى على الذين يعطلون عقولهم فقال عزوجل : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف 179

فالعقل وسيلة للإدراك والتمييز والحكم.


الناس وتباين تقديرهم للعقل


 - منهم من غره عقله فظن أن الهداية بحذافيرها جمعت في تضاعيف طاقته , لذلك آثره على الشرع وجعله مصدر الأحكام وموئل الاحتكام , وهو إفراط في تقديره .

- ومنهم من أطفأ الشعلة النورانية وعطلها ولم يستخدمها فوقع في تناقض واضطراب في فهمه لخطاب الشرع.

- ومنهم من وفقه الله فجعل شرع الله تعالى نصب عينيه ومصدر هدايته , فجعله من وسائل فهمه وإدراكه , لما ينطوي عليه الشرع من حكم وأحكام , وما تضمه الوحي من حقائق ودقائق , فظفر بمجامع الخير والتوفيق .

العلاقة بين العقل والوحي\

الوحي والعقل متكاملان , فالعقل لا يستغني عن الوحي , لأن في الوحي هداية للعقل إلى سبيل الرشاد , وفيه تخليصا له من الزيغ والأهواء , كما أنه يحفظ له توازنه ويزكيه .

والوحي يحتاج إلى عق يتعرف إلى توجيهاته ومناهجه , ويحفظه ويفهم معانيه , ويترجم مضامينه سلوكا في الحياة .
وبالوحي يتعرف العقل على الغيب فيسلم به ويؤمن , وهذا معنى قوله تعالى :
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) آل عمران 7


فالوحي نور العقل الذي يبصر به , والعقل السليم هو الأساس الذي يشيد عليه الوحي دعائم الهداية . وهذه هي الحقيقة التي رسخها الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه , قال تعالى : إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)  النور

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) آل عمران

خطورة الفصل بين الوحي والعقل


يعد من أسباب الضعف الذي أصاب الأمة الإسلامية , ولخطورة هذا الأمر أوصانا صلى الله عليه وسلم قائلا : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله ، وسنة نبيه.

فما أهم هذه المخاطر ؟!!



1 - فصل السنة النبوية عن الوحي , وجعلها محض رأي لا تشريع , وقد حذر الله عزوجل من ذلك بقوله :
 فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء 65


2 – استقلال العقل بالتشريع بعيدا عن دلالة الوحي وتوجيهاته , بقوله تعالى :
 وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) النحل 116


3 – تفسير الظواهر الكونية تفسيرا ماديا بحتا , حيث أن العقل مربوط بأمور مادية محسوسة .
4 – جمود الشريعة , وقد شرعت لتكون خالدة ومناسبة لكل زمان ومكان.

5 – التناقض والاضطراب في فهم الخطاب الشرعي , نتيجة لتعطيل العقل وإهماله , وقد خلق ليكون آلة لفهم الخطاب.

نشاط ومناقشة

1 – استنتج  مدلول قوله تعالى : وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)  النجم

\ما المقصود بالوحي ؟
استنتج أهم خصائص الوحي .
بين أهم مظاهر اهتمام الإسلام بالعقل .
استنتج العلاقة بين العقل والوحي .
ما خطورة الفصل بين الوحي والعقل ؟
 س: اشرح العبارة الآتية : (( العقل السليم هو الأساس الذي يُشَيّد عليه الوحي دعائم الهداية )).
لأنه الأقدر على فهم واستيعاب مقاصده , وإيجادها في واقع حياته.
س: إعط نماذج من حياة الصحابة تدل على وعيهم بالعلاقة بين العقل والوحي .
              

إرسال تعليق

0 تعليقات