شرح قصيدة حب إلى مطرح - سيف الرحبي

 المؤنس للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني -- اللغة العربية

 

التعريف الشاعر سيف الرحبي 
التقديم المعنوي



الفكرة ذكريات الشاعر في مطرح
مواطن الجمال





مواطن الجمال ومعاني كلمات

الخصائص الفنية القصيدة


تحميل الملف PDF 

 

 

يستهل الشاعر القصيدة بالحديث عن مشاعره السلبية التي يعيشها؛ إذ إنّه يشعر بالغربة المكانية، وبالحرقة والملل، وممّا أفقده الإحساس بالمكان، وسببّ فشله في الكتابة، والنوم، واليقظة، فلم يقدر على أيّ منها، ويحاول في هذه القصيدة أن يبني منطقًا نفسيًا، لإلغاء أوجه التناقضات التي يشعر بها؛ إذ إنّه يبحث عن الاستقرار[٣]

: حاول أن يعصر عظامه في قصيدة حاول أن يدفع لياليه الموحشة إلى المقصلة. لا يمكنه النوم لا يمكنه الكتابة لا يمكنه اليقظة. أشباحه تتقدم إلى الغرفة وتتمدد على السرير. ويبيّن الشاعر في مطلع قصيدته الأوّل طبيعة الحياة في مطرح وكيف أنّها مكان نابض بالحياة ومركز نشط، ويُعبّر هذا المقطع عن مشاعر الشتات، والضياع، وسرد الشاعر لذكرياته في مطرح، ويستعرض فيه مشهد استلقائه على شاطئها الذي يُعد بمثابة القلب النابض، وتحدث عن المنارات وشبه الأضواء الساطعة المنطلقة منها بالقطعان، التي تمتد في الجبال عبر البحر[٤]: حين تمددت لأول مرة على شاطئك الذي يشبه قلبًا، نبضاته منارات ترعى قطعانها في جبالك المتمددة عبر البحر شبه الشاعر الذكريات بالمنجنيق الذي لا يستطيع التقاطه، لكثرتها في عقله، ومن ضمن هذه الذِّكريات؛ صورة النورس الذي كان يحاول التقاطه في طفولته مع أصوات السّفن المرتفعة العالقة في مخيلته، ثمَّ ينتقل ليصوّر مشهد رحيل القرويين، ومعاناتهم في هذا الرحيل، وإضاءة نجوم الليل التي شببها بأميرات الفراغ، اللواتي يدخل الناس دورهنَّ فيخلو حينها المكان، لهؤلاء الرُّحّل لينتقلوا إلى الهاوية والبؤس والمعاناة[٤]

: أطلق بين مقلتيك منجنيق طفولتي وأصطاد نورسًا تائهًا في زعيق السفن. نجومك أميرات الفراغ وفي ليل عُربك الغريب تضيئين الشموع لضحاياك كي تنيري طريقهم للهاوية. يُصوّر الشاعر مشهد مطرح البحري الذي كان يبعثر فيه طيوره البحريّة حتى يبقى وحيدًا، ويستمع إلى الحياة النابضة في مطرح، مما يجعل التجار يفدون إليها من أماكن مجهولة وبعيدة، فتمزّق العواصف والرياح أشرعة مراكبهم لسوء الرّحلة وصعوبتها[٤]: أبعثر طيورك البحرية لأظل وحيدًا أصغي إلى طفولة نبضك المنبثق من ضفاف مجهولة تمزق عواصفها أشرعة المراكب ثمَّ يعرض مشهد الاعتداءات التي كانت تحصل على شواطئ مطرح من القراصنة والغزاة، وكميّة الدماء التي أُريقت عليها، المكتظة بنزيف الغربان، وجعل الغراب كنيةً عن الموت والنزيف، ليدلّ على كثرة هذه الدماء، وقد كان الوصول إلى مطرح، بمثابة حلم بالنسبة للتاجر والغازي، ومشهد الأطفال الذين يمرحون فيها بجنونهم وفرحهم فيها، بمثابة ميلاد متميّز، وولادة للسعادة والمرح فيها، وصورة القرويين الذين يفدون إليها حاملين معهم كمًّا كبيرًا من الذكريات، ويبيّن كميّة الكبت الذي كان يعاني منه الشعب آنذاك بقوله: الأمنيات المخمّرة في الجرار، وكذلك يتحدّث عن تأخّر مدينة مطرح عن غيرها من المدن التي وصلت بعيدًا بتطوّرها؛ إذ يعرض مقارنةً بين الطاحونة الموجودة في هولندا، والمثعاب؛ وهو مسيل الماء من الحوض، وما يُعانيه أهلها من ملل وروتين، كلَّ صباح، فهي صباحات مليئة بالبؤس والمعاناة[٤]: كم من القراصنة سفحوا أمجادهم على شواطئك المكتظة بنزيف الغربان كم من التجار والغزاة عبروك في الحلم كم من الأطفال منحوك جنونهم مثل ليلة بهيجة لعيد ميلاد غامض؟ القرويون أتوك من قراهم، حاملين معهم صيفًا من الذكريات. مطرح الأعياد القزحية البسيطة والأمنيات المخمرة في الجرار، الدنيا ذهبت بنا بعيدًا وأنت ما زلت تتسلقين أسوارك القديمة. وما بين الطاحونة و((المثعاب)). يتقيأ الحطابون صباحات كاملة، صباحات يطويها النسيان سريعًا في المقطع الأخير من هذه القصيدة، يعود الشاعر إلى الذكريات التي تسكن مخيلة الطفل الذي كانه، مثل؛ الأشباح؛ وصورة القلاع، والثعالب الصغيرة المتوحشة التي تجوب القلاع، وتتجوّل بين ظلالها؛ كالموت المحتمل لشدّة شراستها، ولشدة خوفه، بالرّغم من الكم الكبير لرحلاته اللعينة، التي دلت على معاناة الشاعر وبؤسه فيها، لأنّها أبعدته عن مدينته التي أحبها، إلّا أنّه لم ينسها؛ ويقصد مطرح، ولم ينس كلَّ تفاصيلها من طرقها الملتوية التي تشبه الثعبان، والصيادين، والرعاة النائمين بين الأشجار، ويصف الشاعر حالته النفسية؛ كأنها عصفور يرتجف، ممّا يدل على اضطرابه، وفي النهاية يعود إلى المشهد الذي بدأ به قصيدته، وهو صورة الطفل البريء الذي لا يُهمّه سوى الأمور البسيطة في المدينة[٤]: هذه القلاع بقيت هكذا تحاور أشباحًا في مخيلة طفل، حيث بنات آوى يتجولن جريحات بين ظلالها كموت محتمل وحيث كنا نرى عبر مسافة قصيرة ثعبانا يختن جبلا في مغارة لم أنسك بعد كل رحلاتي اللعينة لم أنس صياديك وبرصاك النائمين بين الأشجار. حين تمددت لأول مرة كأن البحر يشبه أيقونة في كف عفريت حين تمددت لأول مرة لم أكن أعرف شيئًا عدا ارتجافة العصفور في خصرك الصغير

 أبرز معاني القصيدة ومن أبرز معاني القصيدة ما يأتي[٢]

: تمددت: استرخيت. نبضاته: تحرك في مكانه. منارات: ومفردها منارة؛ وهي ما يقام في الموانئ لتهتدي به السفن. مقلتيك: مثنى مقلة، وهي العين. المنجنيق: هي آلة حربية قديمة، ويقصد بها الشاعر مجموعة ذكرياته. تائهًا: ضائعًا. الضحايا: الأعداء. عربك: أيّ صافية خالية من كل شيء سوى النجوم. الهاوية: العذاب والهلاك. أبعثر: أفرق. نبضك: موجك العاتي الشديد. المنبثق: الصادر. ضفاف: مفردها ضفة؛ وهي الشاطئ. مجهولة: غير معلومة. عواطفها: يقصد أمواجها. المكتظة: المزدحمة. سفحوا: أضاعوا. جنونهم: لعبهم. بهيجة: جميلة. غامض: مبهم. المثعاب: مسيل الماء من الحوض. الطاحونة: وهي آلة للطحن. محتمل: وارد. بنات آوى: ومفردها ابن آوى؛ وهو الثعلب. يختن: يصاهر. اللعينة: الصعبة. برصاك: الرعاة. أيقونة: تمثال. في كف عفريت: في خطر أقوى من الجن

إرسال تعليق

0 تعليقات