تعرف على ولاية دبا عُمان من كل جوانبها

دبا عمان أحد ولايات محافظة مسندم تطل على بحر عُمان، كما تعتبر من أشهر المدن العمانية المعروفة بأيام الجاهلية بأنها يوجد بها سوق دبا وهو من أشهر أسواق العرب التي كانت معروفة في ذلك الوقت، حيث كان يأتي إليه التجار من البلدان المختلفة حول العالم مثل الهند والسند والصين، ويرجع بعض المؤرخين أمثال الأصمعي تسميتها بهذا الاسم إلى الجراد الزاحف للتعبير عن كثرة الأشخاص الموجودين بها، وتبلغ مساحة تلك المدينة 37 كم2 تقريبا.




 

موقع مدينة دبا عمان

تقع دبا المدينة بمحافظة مسندم بسلطنة عمان، وتطل أيضاً على مضيق هرمز وتقع من الشرق على بحر عمان، بينما تقع ولاية بخا وخصب على الجهة الغربية، كما أنها تعد من أكبر مدنها، حيث يبلغ عدد القرى الموجودة بها 114 قرية منتشرة بين الجبال والبحار والسهول.


دبا عمان قديمًا

كانت دبا عمان أحد أسواق العرب في الجاهلية وكانت تعرف باسم سوق دبا وسميت أيضًا بدبا البيعه، ولقد تم افتتاحها من قبل المسلمين في عام 11 هجري بعهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وينفي معظم المؤرخين عن ردة أهلها عن الإسلام، وكانوا يدفعون ضريبة إلى الجلندة بن المستكبر، ومن أشهرهم كعب بن سوار بن بكر الذي عين قاضي للبصرة بعهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والمهلب بن أبي صفرة الذي عين قائد للمسلمين في العصر الأموي.


وصول البرتغال

وجدت عملات قديمة قريبًا من القبور التي يعود تاريخها للقرن الأول هجريًا، كما كانت مركز تجاري بعصر الدولة الفينيقية، وقد أسلم أهلها سنة 620 م الذي كان ينسب إلى الحارث بن مالك بن فهم الأزدي، وقد نعمت دبا بعدها بالاستقرار والهدوء إلى أن حل عام 1507 الميلادي عندما جاء الشر قادما من أوروبا هذه المرة إذ نزلت في وصل البرتغاليون أرض عمان سنة 1507 م وقتلوا وعذبوا المسلمين، لكنهم انتصروا عليهم بعد ذلك في عهد دولة اليعاربة، وشهدت تلك المدينة مرة أخرى حالة من الاستقرار وأصبحت حاضرة من حواضر الشحوح.




المعالم الطبيعية بمدينة دبا

تمتاز مدينة دبا بتنوع التضاريس المختلفة، حيث تتمتع بسهول وبحار زرقاء اللون وغنية بالشعاب المرجانية والدلافين والكائنات البحرية الأخرى، كما توجد بها جبال وخلجان كبيرة مثل خور الميم وخور زغي وخور خفة، مما يجعل تلك المعالم عوامل جذب للسياحة في تلك المدينة، ويقصدها العديد من السياح لجمالها وهدوئها الساحر، وتشتهر أيضاً بوجود كثبان رملية تسمى السحمة البيضاء بمنطقة السوت، وبها وديان مثل وادي الخب ووادي اليدي علاوة على توافر عيون مياه جارية منها عين ماء السقطة.




الخدمات والحرف المتوافرة في دبا عمان

تتوافر الكثير من الخدمات والمشروعات التنموية في دبا عمان، حيث تم إنشاء ثلاث مدارس للبنين والبنات في مجال التعليم، وتتسع تلك المدارس لحوالي 1041 طالب وطالبة، وفي مجال الصحة تم إنشاء عدد من الوحدات العلاجية التخصصية، بينما في قطاع الطرق تم عمل شبكة طرق حديثة تمتد لقرى الولاية المختلفة مثل الطريق الجبلي دبا- خصب، وهناك مجموعة من المشاريع التي تم افتتاحها في العصر الحالي مثل مشروع تحلية المياه ومشروع سد التغذية الجوفية، تشتهر دبا عمان بخلجان التي تتواجد بها الأسماك بكثرة، ما يجعل سكانها يعملون في حرفة الصيد، كما تتوافر بها حرفة الرعي وتربية المواشي والزراعة مثل زراعة الحمضيات والتمور والفواكه، كما توجد بها صناعات تقليدية مثل صناعة النسيج وصناعة السفن الصغيرة والقوارب والسعفيات والحدادة.


العادات والتقاليد الشعبية المشهورة بها

تنقسم العادات الموروثة الموجودة بدبا عمان إلى نوعين هما العادات غير المادية مثل الزواج والألعاب الشعبية والفنون وكرم الضيافة والاحتفال بالنيروز وادخار الدم والترحال وحمل السلاح والعادات الدينية، بينما تتضمن العادات الشعبية المادية الصناعات النسائية وصناعة الجلود وصناعة السلاح والزراعة والنجارة وطريقة الملبس وبناء البيوت وتربية الحيوانات.


التقسيم الإداري بدبا عمان

تعتبر دبا عمان منطقة سياحية، وهناك ثلاث أقسام سياسية لها مثل دبا البيعة التابعة لمحافظة مسندم بعمان، ودبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة، ودبا الفجيرة التابعة لإمارة الفجيرة، ومن أهم المناطق المتوافرة في تلك الولاية:


•    صوت: توجد منطقة صوت في شمال دبا عمان، وتشتهر بوجود مركز التنمية الزراعية والحيوانية.
•    باياة: تقع تلك المنطقة أيضًا في شمالها وتطل على بحر العرب.
•    كرشه: توجد منطقة كرشه بشرق منطقة صوت، ويقع بها ميناء دبا وتطل على بحر عمان.
•    حيل: تقع منطقة حيل في الجهة الجنوبية من منطقة كرشة، وتشتهر بوجود محكمة دبا البيعة القضائية بها، كما تطل أيضاً على بحر العرب.




المعالم السياحية والتاريخية في دبا عمان

تمتاز بكثرة مواقعها الأثرية التاريخية مثل موقع العقيق الذي كانت توجد به مساكن قديمًا مبنية من الحجارة والطين، كما يوجد بها حصن السيبة الذي تم ترميمه بالعصر الحالي، وهناك منطقة سبطان الأثرية الواقعة بالقرب من المنطقة الواصلة بين ولايتي دبا وخصب، وتمتاز بوجود ميناء الصيد بها الذي يتوافر به أنواع كثيرة من الأسماك مثل الشعري والكنعد والسهوة، كما توجد بها مربعة الشيخ محمد بن صالح الشحي ومقبرة أمير الجيوش، وقلعة طوي الحلة الواقعة قريبًا من مطار دبا وحصن دبا الواقع بمنطقة البيعة بدبا وأبراج سبطان التي تقع بسبطان الجبلية وبرج الخطمة الذي يقع بمنطقة الطوية وقلعة القليعة الواقعة في مدينة القليعة وأبراج حوسر الواقعة بمنتصف طريق وادي خب الشامسي.


البتيل السفن المشهورة بها

يعتبر البتيل السفن أحد السفن الموجودة بها والتي تمتاز بسرعتها واستخدامها قديمًا في البحث عن اللؤلؤ وبالمعارك البحرية، وكانت مصنوعة من الأخشاب المرتبة مع بعضها بواسطة الحبال، وصنع آخر نموذج منها في كمزار سنة 1970 وتم ترميمه على يد عبدالله علي الكمزاري سنة 2002 وعرض بحصن خصب، ويوجد البتيل السفن الأشهر في منطقة مسندم عامة ويمتاز بوجود زخارف وخرز ملون يشبه القواقع الصدفية في الجزء الخلفي منه، كما أن قضبانه المتقاطعة مزينة بزخارف منقوشة، تمرد جزء من الأزد بعد فترة قصيرة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقيادة لقيط بن مالك ذي التاج، والتقى جيش جيفر وعبد ابني الجلندي في دبا، ونتج عن ذلك انتصار المسلمين، وانضم لجيش ابني الجلندي كلًا من بعوث حذيفة بن محصن وعرفجة بن هرثمة وعكرمة بن أبي جهل الذين أمرهم الخليفة أبو بكر لمحاربة المرتدين من العُمانيين، فولوا مدبرين وقتل المسلمون منهم عشرة آلاف فرد، واستولوا على الأموال والغنائم الموجودة بها.


صخرة دبا

تعتبر صخرة دبا من أكثر مواقع الغوص الواقعة بخليج عُمان على عمق يبلغ حوالي 15 متراً، وتشتهر بوجود بها الكثير من الكائنات البحرية مثل فرس البحر وقرش الحوت وأسماك القرش ذو الزعانف السوداء والسلاحف البحرية والأسماك الببغائية وأسماك المهرج.


الخلاصة

في نهاية ما أوردناه من الحديث عن مدينة دبا عمان، يتبين لنا أن تلك المدينة شهدت مراحل تاريخية مختلفة جعلتها في نهاية الأمر من أشهر مدن سلطنة عمان التي تحوي تراث أثري وسياحي يجتذب إليه السائحين من مختلف أنحاء العالم.


إرسال تعليق

0 تعليقات