هو عبد الله بن المقفع، وُلِدَ في حُور في فارس، لقبَ أبوه بالمقفّعِ لتشنج أصابع يديه على إثر تنكيل الحجاج به بتهمة مد يده إلى أموال الدولة.
دَرَسَ الفارسية وتعلم العربية في كتب الأدباء واشترك في سوق المريد. رافق الأزمات السياسية في زمن الدولتين الأموية والعباسية. سُئل ابنُ المقفّع: «مَنْ أَدَّبكَ؟». فقالَ: «نفسي. إذا رأيتُ مِنْ غيري حَسَنًا آتيه، وإن رأيتُ قبيحًا أبَيْتُه».
صفاته: كان فاضلا ونبيلا وكريما ووفيا، ونستطيع أن نعرف عنه صدقه من خلال كتاباته، من القصص التي تدلُّ على صدقه ووفائه، أنَّه لما قتل مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، اختفى عبد الحميد الكاتب، فعثر عليه عند ابن المقفع، وكان صديقه، وعندما سُئِلَ الرجلان: أيكما عبد الحميد ؟ قال كل واحد منهما : «أنا» خوفًا على صاحبه.
سبب مقتله في ظل الدولة العباسية:
اتصَلَ ابنُ المقفّعِ بعيسى بنِ عليٍّ، عمٌ السفاح والمنصور، واستمر يعمل في خدمتِه حتى قتله سفيانُ بنُ معاوية والي البصرة من قبل المنصور.
والأرجح أنَّ سبب مقتله يعود إلى المبالغة في صيغة كتاب الأمان الذي وضَعَه ابن المقفع ليوقع عليه أبو جعفر المنصور، أمانًا لعبد الله بن علي، عم المنصور.
وكان ابن المقفع قد أفرط في الاحتياط عند كتابة هذا الميثاق بين الرجلين (عبد الله بن - علي والمنصور)؛ حتَّى لا يجد المنصورُ منفذًا للإخلال بعهده. ومما جاء في كتاب الأمان:
إذا أخل المنصور بشرط من شروط الأمان كانَتْ نساؤه طوالق، وكانَ الناسُ في حل من بيعته»، ممَّا أغاظ المنصور فقال: «أما من أحدٍ يكفينيه؟».
0 تعليقات
أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق