أما بعد، فاتقوا الله - عباد الله -، فإن في التقوى طيب الحال، وراحة البال، والفوز في
المال وأتقوا ألنه وأعلموا أن الله مع المتقين
أيها المؤمنون:
أما سمعتم بذلك الرجل الذي جاء إلى النبي لا يطلب منة نصيحة، فيجيئة النبي
بكلمتين، ثم يأتيه الرجل مرة أخرى يطلب النصيحة؛ فيجيئة بالكلمتين نفسهما، ويأتي ثالثة
ورابعة، والجواب هو الجواب، ففي الأثر: ((أن رجلا قال للنبي أوصني، قال: لا تغضب،
تغضب)) .
طلب من النبي كلا أن يخبرة بعمل يدخله الجلة، فماذا كان ذلك العمل العظيم الذي يفوز به
الإنسان الفوز العظيم؟ والخبر عند أبي الدرداء رضي الله عنه، فعنه: ((أن رجلا جاء إلى
رسول اللهلا فقال له: دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال رسول الله: لا تغضب))، وهذه
الوصية إذا كانث تذغو الإنسان إلى كظم الغيظ وعدم إظهار الغضب، فإنها تدعو قبل ذلك
إلى البعد غن أسباب الغضب وتجتب مواطنه وغذم الاقتراب منة.
ولو لذ يكن كظم الغيظ من جليل الأشمال وعخليم الأخلاق لما كان جزافه جنة عرضها
السماوات والأرض، ولما كان أغلى درجات مقام الإحسان؛ فإن في القرآن الكريم ما يرشد إلى
أن مقام الإحسان يبدأ من اجتناب كبائر الإثم والفواحش
ومن أراد أن يتصف بخصلة يحبها الله ورسولة فعليه بالحلم، والحلم نقيض الغضب،
فقد قال النبي لأشخ عبد القيس: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسولة: الحلم والأناة)).
وقذ قيل إن معنى قول الله سبحانة وتعالى في وصف يحيى عليه السلام: وسيدا وحصورا
ونبيا ين ألنلحين (أ، أن السيد هو الذي لا يغلبة الغضب، ومن خبر من ضرب بهم
المثل في الحلم أن أحدهم مشى معة رجل فأخذ يذكره بسوء وهو لا يغلم أن الذي يمشي معة
هو نفشه الذي يذكرة بالسوء، فمشى معه حثى بلغ المذكور بالسوء بيته فقال للرجل: هل بقي
معك شيء تقوله يا ابن أخي؟ قال: لا، قال: ومن أنت؟ قال: أنا فلان، ودخل بيته من غير
أن يرد عليه بشيء، ونلك - لعمر الله - أقوى القوة وأسمى درجات ضبط النفس؛ ولذلك قال
الثبي لا: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسة عند الغضب)).
ومن محاسن الحكم قولهم: الغضب عقاب يعاقب به الإنسان نفسة
على خطا ازتكبة غيرة، وحسب الإنسان أنه يخرج من حدود العقل وتصرفات العقلاء علذ
الغضب؛ فإن الغضب شعبة من شعب الجنون، وقد قيل في الحكمة: الغضب
جنون قصير،
وقيل: أول الغضب جنون وخره ندم، وقال أهل الحكمة: الغضب يطفئ نور العقل، والحقد
يطفئ نور القلب، وقد شبه الغضب بالكلب العقور الذي يعص صاحبة ويعص الناس.
فكم من غضب أدى إلى قطيعة،
0 تعليقات
أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق