العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة

نظرًا لندرة المصادر التي تتناول العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة، فإن عصر النباهينا يعتبر من أكثر الفترات غموضًا في التاريخ العماني. ومع ذلك، فإن المعلومات التي وصلت إلينا تشير إلى أن هذا كان وقت تنافس وصراعات داخلية من الصعب تتبع أحداث هذه الصراعات وناقشت المصادر العمانية السنوات الأخيرة الفوضوية لهيمنة النباهينة، عندما كانت عمان مجزأة إلى ممالك صغيرة وتراجع الاستقرار السياسي والاقتصادي بسرعة


 

دولة النباهنة في عمان

بعد وفاة الإمام أبو جابر موسى بن أبي، ظهرت دولة النباهنة في عمان وتولت الحكم من سنة 549 هـ إلى 1154 روجت النباهنة للإسلام، وبينما كانت في السلطة في تلك الفترة في أعلى رواجها من حيث العلم والثقاغة ودام ذلك لخمسة قرون من حكم النباهنة، وهي الأطول في تاريخ عمان، بالحروب، كما أنهت قيادة سليمان بن سليمان بن مظهر النبهاني العديد من النجاحات الملحوظة.

العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة

موقع عمان الجغرافي جعلها رابطًا بين الهند والعالم العربي وشهدت العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة  تطورا كبيرا  مع العديد من الدول، خاصة مع العراق واليمن والهند وفرنسا وبريطانيا والددليل على ذلك

·        من المعروف أن علاقة عمان بشرق إفريقيا لها تاريخ طويل، حبث أشارت العديد من المصادر التاريخية العمانية إلى تعدد علاقات النبهاني مع القوى الأجنبية، خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسي، لكونها أكثر ظهوراً من غيرها، من خلال تبادل الزيارات مع دول الجوار، وخاصة في منطقة الخليج، شرق إفريقيا وعدد من الدول الآسيوية.

·        يشير العدد الكبير للسفن التي تمر عبر ميناء مسقط إلى تعدد العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة العلاقات  التي وصلت إلى سورات وبومباي وجوا على طول ساحل مالابار ومع المخا وجدة في البحر الأحمر.

·        يزور ميناء مسقط سفن من بلاد فارس والبصرة وساحل مكران وسفن من نهر السند والعديد من المناطق الأخرى، وهذا يدل على شهرة عمان وثروتها.

·        في عام 1773 م كانت العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة مع بلاد فارس جيدة وهناك حركة تجارية واسعة بين مينائي بندر عباس وبوشهر وميناء مسقط.

·        كانت العلاقات التجارية مع ميناء المخا في اليمن مهمة أيضًا، حيث تم تحميل عشرين ألف بالة من البن اليمني في البصرة.

·        في عام 1760 م، أقام الإمام علاقات واسعة ومهمة مع لامارتينك، حاكم جزيرة موريشيوس الفرنسية، وتبادل معه العديد من الهدايا وعلاقات ومصالح تجارية مع وكيل الشركة الفرنسية في بغداد استمرت طوال فترة حكمه.

·        توسعت العلاقات الاقتصادية بشكل جيد مع بريطانيا من خلال شركة الهند الشرقية الإنجليزية، رغم أن بريطانيا اعتبرت أن الأسطول العماني هو العقبة الوحيدة أمام تفردها بالمنطقة وعملت على حصرها حتى نجحت في عام 1856 م.

·        هولندا أيضا لديها علاقات تجارية كبيرة مع عمان في عام 1756 م وصلت السفن الهولندية إلى ميناء مسقط.

·        لحاكم حيدر أباد، نظام الملك، علاقات مميزة مع عُمان و كانت السفن العمانية تزور موانئه باستمرار وتحمل الأرز الذي تحتاجه جميع دول الخليج.

·        أما ولاية ميسور الهندية فقد اعتادت على إرسال خمس سفن تحمل علمها إلى مسقط كل عام تحمل مجموعة متنوعة من البضائع.

الأسطول العماني في عصر النباهنة

قام الأسطول العماني بتطهير ساحل مالابار من القراصنة لتأمين الخط الملاحي مع الهند، وبالتالي زادت حركة العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة مع الهند والسفن التي تمر عبر البحار دون خوف أو قلق، تحت حماية الأسطول العماني القوي في تلك الفترة، وبالتالي زيادة الحركة التجارية وتنشيط العواصم، وأصبحت عمان وجهة ووجهة لمن يريد الثراء.

 

علاقة بني نبهان بالقوى الخارجية

السبب الرئيسي في الخلافات العديدة بين العمانيين وهو نتيجة علاقة بني نبهان بقوى خارجية مما أدى إلى استخفاف أعدائهم بهم  وأدى إلى العديد من الغزوات والحروب، ومعظمها من بلاد فارس على وجه الخصوص في زمن الملك النباهي معمر بن عمر بن نبهان، أحبط العمانيون غارة فارسية على عمان

ورد أن ملك هرمز (محمود بن أحمد الكوشي) هاجم عمان في عام 660 هـ، أي ما يعادل 1216 م، وتحديداً في عهد الملك نبهاني أبي المعالي كحلان بن نبهان.

وبحسب ما ورد نجح في الاستيلاء على ميناء قلهات لكنه استدعى بعد ذلك أبو المعالي كحلان وطلب منه استلام الخراج من العمانيين وتسليمه، وأعرب أبو المعالي عن أسفه لذلك وقال إن عمان لم تكن طوعية تمامًا.

ولما لاحظ أبو المعالي إصرار ملك هرمز على ذلك، بدأ يتوسل إليه ويطلب منه العفو عن شعب عمان لأنهم لم يتمكنوا من دفع المبلغ الذي طلبه، الأمر الذي أغضب الملك هرمز.

نصحه ملك هرمز بأخذ قوة من جيشه وإجبار من لا يدفع الضريبة على دفعها   اقترب منه الأمراء البدو العمانيون، الذين وصلوا بالفعل إلى معسكره استجابة للدعوة، حيث بدأ في إغراقهم بالهدايا ثم توسل إليهم من أجل مساعدتهم ودعمهم ودفع الأموال التي طلبها، وتعهدوا بالقيام بذلك.

 

ونكون بذلك قد تعرفنا على المراحل التي مرت بها العلاقات التجارية العمانية في عصر النباهنة والتطور الذي شهدته بجانب الكثير من الحرب التي خاضتها على مر الزمان.

إرسال تعليق

0 تعليقات