اسمه ونسبه هو نور الدين ، أبو محمد ، عبد الله بن حميد بن سلوم بن عبيد بن خلفان بن خميس السالمي ( رحمه الله ) من بني ضبة . فهو من قبيلة السوالم الموجودة في أنحاء متفرقة من سلطنة عمان ، ويرجع أصل هذه القبيلة إلى نزار بن معد بن عدنان.
- كنيته ولقبه : كني الإمام بكنيتين
أولها: - بأبي محمد ، وذلك نسبة إلى أكبر أبنائه محمد بن عبد الله .
ثانيهما: - بأبي شيبة نسبة إلى لقب ابنه الأكبر(محمد ) الذي كان يلقب بالشيبه.
لقبه:
اشتهر الإمام السالمي بلقب (نور الدين السالمي ) وله ألقاب أخرى تدل على عظم مكانته عند الناس أعند أقرانه العلماء ، فعلى سبيل المثال يلقب بشمس العصر ،و بوحيد الدهر ، والعلامة المحقق فخر المتأخرين .
● مولد الشيخ نور الدين السالمي
ولادة الشيخ كانت في سنة (1283) أو(1284) للهجرة ، بدليل قول الشيخ السالمي بنفسه في جوابه على سؤال ورد إليه من الشيخ سليمان باشا الباروني فقد طلب الباروني في سؤاله أن يذكر المجيب عمره ، فكانت خاتمة جواب الإمام السالمي هكذا : من عبد الله بن حميد السالمي البالغ من العمر ثلاثة وأربعين تقريبا الساكن القابل من شرقي عمان سنة ( 1326) ه.
وكان مولده ببلدة الحوقين من أعمال ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة وفيها نشأ الشيخ نور الدين السالمي
صفات وأخلاق الشيخ نور الدين السالمي
أ. صفاته :
لما بلغ الإمام السالمي العاشرة من العمر وقيل الثانية عشر كُف بصره ،فأبدله الله تعالى ببصيرة فذة ، فكان حافظا قوي الذاكرة ، لا يكاد يسمع شيئا إلا وعاه وهي خاصية أودعها الله تعالى فيه . أما صفته فنوردها من كلام ابنه محمد حيث قال عن صفته : "كان ربع القامة ، تعلوه سمرة ، ليس بالسمين المفرط ، ولا بنحيف الجسم ‘ مكفوف البصر ، نير البصيرة ، مدور اللحية ، سبط الشعر
ب. صفاته الخلقية:
كان –رضي الله عنه – شديد الغيرة ، لا تأخذه لومة لائم ، يقول الحق ، وينطق بالصدق ، مشهور بالبسالة ، والصلابة ‘ كثير الرد على من خالف ملة الإسلام ، مشغول البال بأمته ، يفرح بما ينفعها ، ويحزن لما يضرها ، وإنه ليكتئب إذا أصيب أحدج من الأمة يحدث ولو بالصين ، لا تخلو مشاهده الكريمة من فائدة دينية أو عائدة دنيوية ، أوشاردة أدبية ، مشتغلا بتدريس العلم والتأليف ، والصلح بين الخصوم بالحكم الشرعي ، كان خطيباً منطيقاً ، يرتجل الخطب الطوال في المجامع والمحافل ، حسب ما يقتضيه المقام من السعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، يرغب ويرهب بأبلغ بيان وأفصح لسان .
كان جوادآ سخيآ ، قل ما أكل طعاما وحده ، لازدحام الضيوف بناديه وكثرة ملازميه .
كثير التفقد والتعرف على حاجة إخوانه وتلامذته ليواسيهم ، كان قد عزف نفسه عن التوسع في الدنيا والسكون إليها .
كان عظيم الهيبة لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما ًأو ذا حاجة جدية .
كان كثير التضرع إلى الله ، فتراه في بعض الأحيان في مجلسه أو في الطريق أوفي مصلاه ، وقد رفع يديه إلى السماء قائلا :
(لبيك اللهم لبيك ثم يبسط يديه ويقول : اللهم اجمع الشمل ، وألف بين القلوب ، وأيد الكلمة ، ونحو ذلك من الأدعية .)
كان كثيراً ما يقول : (اختبرنا الله فوجدنا كاذبين ، يتأوه كثيرا لما يراه في الناس من الاختلاف ، وعدم الجد فيما يعود على حياتهم بالسعادة ، ولما يراه من الفساد في البلاد ، فتراه قد قطع حديثه وتنفس الصعداء قائلا : ذهب الوفاء ، ذهب الدين ، ذهبت المرؤة ، ذهبت الغيرة ، ذهبت الحمية ، طمع فينا الخصم ، طلبنا بالمكائد ، نصب لنا الحبائل فإنا لله وإنا له راجعون )
نشأة الشيخ نور الدين السالمي وحياته العلمية
قرأ القرآن عند والده في بلدة ( الحوقين ) ، ثم انتقل إلى قرية ( قصرا ) في الرستاق ، ثم إلى الباطنة ثم الشرقية بقصد طلب العلم وكانت الرستاق تزخر بالعلماء الأفاضل كالشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي ، والشيخ راشد بن سيف اللمكي ، والشيخ ماجد بن خميس العبري ، فتتلمذ على يد الشيخ راشد بن سيف اللمكي ، وقد أخذ نور الدين ينتقل بين علماء الرستاق حتى نبغ في العلم ، وصار ينافس شيوخه في سعة علمه ، وقد قال شيخه راشد بن سيف اللمكي : أخذت العلم عن الشيخ ماجد بن خميس فصرت أوسع منه علما ، وأخذ عني العلم الشيخ عبد الله بن حميد فصار أوسع مني علما
وهكذا أخذ الإمام السالمي ينتقل بين جنبات الرستاق العامرة بالعلماء ، حتى أصبح ممن يشار إليهم وقد بدأ التأليف وهو ابن عام 19سنة تقريباً .
مشايخه : .
الشيخ المحتسب صالح بن علي الحارثي ولد بالقابل عام 1250هـ
· الشيخ راشد بن سعيد اللمكي ، ولد بمحلة قصرى من أعمال الرستاق عام 1262هـ .
· الشيخ ماجد بن خميس العبري ، ولد في شهر رجب عام 1252هـ .
تلاميذه:.
- الشيخ الإمام سالم بن راشد الخروصي ولد ببلدة ( مشايق ) من قرى الباطنة سنة 1301هـ ، هاجر إلى الشرقية لطلب العلم ولازم الإمام السالمي .
- الشيخ الإمام محمد بن عبد الله بن سعيد بن خلفان الخليلي ولد بسمائل سنة1299هـ
- الشيخ أبو الوليد سعود بن حميد بن خليفين ، كان عالما ، عاملا، قاضيا ، توفي بالمضيبي سنة 1373هـ .
- الشيخ سعيد بن حمد الراشدي.
مؤلفات الشيخ نور الدين السالمي
كان الإمام نور الدين السالمي مباركا له في عمره ، فمع قصر أمده،في هذه الحياة ، ومع كثرة أشغاله من اهتمام بأمر إصلاح الأمة ، وتدريس العلوم ، وإفتاء الناس ، مع كل ذلك نجد الشيخ قد ألف في مجالات شتى :
- شملت العقيدة
- والفقه وأصوله
- الحديث
- علم اللغة العربية
- التاريخ
وغير ذلك .
وكان يجمع في كتاباته بين العقل والنقل ويلحظ الاتجاهات المختلفة في عصره ، ويستمد من كتب الفرق المتعددة ، وقد ساعد على ذلك إتقانه لأصول الفقه الذي تمزج فيه أقوال شتى المذاهب والاتجاهات .
وفاة الشيخ نور الدين السالمي
كانت وفاته بعد العتمة من ليلة الخامس من شهر ربيع الأول سنة (1332هـ)، وقد صلى عليه تلميذه أبو زيد عبدالله بن محمد بن رزيق الريامي ، ودفن على سفح الجبل الأخضر ببلدة ( تنوف ) وقبره معروف حتى الآن .
0 تعليقات
أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق