يحيى حقي محمد حقي: الروائي المصري الذي أثر في الأدب والسينما

يعتبر يحيى حقي محمد حقي واحدًا من أبرز الكتّاب والأدباء في تاريخ مصر والعالم العربي. ولد في القاهرة في 17 يناير 1905، لأسرة ذات جذور تركية مسلمة، واشتهر بأعماله الأدبية والسينمائية الرائعة التي تركت أثرًا عميقًا في الثقافة المصرية والعربية.

 

 


بدأ يحيى حقي حياته العلمية بتلقي التعليم الأولي في مدارس القاهرة، ومن ثم انتقل إلى مدارس متقدمة حتى تخرج بشهادة البكالوريا. بعد ذلك، التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول وتخرج منها بتفوق. كان هذا البداية لمسيرة حافلة بالعطاء الأدبي.

تألق يحيى حقي في مجال الأدب بنشر مجموعات من القصص القصيرة التي أثرت في الأدب المصري. ومن أشهر أعماله الروائية رواية "قنديل أم هاشم" التي حققت شهرة واسعة وأصبحت جزءًا من التراث الأدبي للمصريين.

إلى جانب أعماله الأدبية، كتب يحيى حقي العديد من المقالات والمقالات القصيرة التي تناولت مواضيع متنوعة تراوحت بين الأدب والثقافة والسياسة.


 

حياته العملية:

بدأ يحيى حقي حياته العملية بفترة تمرين في مكتب نيابة "الخليفة"، حيث استلم هذه الوظيفة بمرحلة مبكرة من حياته المهنية. لكنه ترك هذه الوظيفة بعد فترة قصيرة ليبدأ مشواره في مجال المحاماة. ولكن بعد فشله في هذا المجال، قرر الانتقال إلى الإسكندرية حيث عمل في بادئ الأمر مع المحامي الشهير زكي عريبي بمرتب شهري قليل نسبيًا. بعد ذلك، انتقل إلى مكتب محام مصري آخر براتب قليل أيضًا، ومن ثم انتقل إلى مديرية البحيرة حيث عمل بمرتب شهري أعلى. هذا العمل في مديرية البحيرة سمح له بالتنقل بين مختلف مناطق المدينة.

فيما يخص تعليمه العالي، درس يحيى حقي في مدرسة الحقوق السلطانية العليا بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، حيث كانت هذه المدرسة معروفة بأنها تقبل فقط المتفوقين والمميزين. حصل على شهادة الليسانس في الحقوق عام 1925، وكان ترتيبه الرابع عشر.

ثم تقلد يحيى حقي مناصب متعددة في العمل العام، حيث عمل كسكرتير في القنصلية المصرية في جدة وإسطنبول، ثم عمل في القنصلية المصرية في روما. تم نقله إلى ليبيا حيث شغل منصب وزير مفوض. وفي عام 1954، أقيل من العمل الدبلوماسي بسبب زواجه من جنسية أجنبية.

بعد ذلك، عمل في مصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة وأنشئت مصلحة الفنون حيث شغل منصب مديرها. بعد إلغاء مصلحة الفنون في عام 1958، عُين مستشارًا لدار الكتب، وبعدها بقليل عاد إلى العمل الحكومي كرئيس لتحرير مجلة المجلة المصرية.

حياته الاجتماعية:

كان يحيى حقي نشطًا في العديد من التشكيلات الاجتماعية خلال حياته. انضم إلى "جمعية الأخلاق الفاضلة" في المدرسة الإلزامية وشارك في حفظ والحفاظ على القيم والأخلاق الاجتماعية.

في فترة دراسته في مدرسة الحقوق، التقى بعدد من العباقرة والمفكرين الذين أثروا الحياة الفكرية في مصر بعد ذلك. كان ينضم إلى جماعة من الأدباء في مقهى "الفن" في عماد الدين، حيث كان يجتمع بالأدباء والفنانين والكتّاب الآخرين.

زواجه:

تزوج يحيى حقي مرتين في حياته. أول زواج له كان في عام 1942م من فتاة تدعى "نبيلة"، وكانت ابنة الأستاذ عبد اللطيف سعودي. بعد وفاة زوجته الأولى بعد عشرة أشهر من الزواج، تزوج مرة ثانية في عام 1954 من الفنانة التشكيلية الفرنسية "جان ميري جيهو". بقي معها حتى وفاته في عام 1992.

الجوائز:

حصل يحيى حقي على العديد من الجوائز التقديرية والتكريمات خلال حياته. حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 1969، وحصل أيضًا على وسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية في عام 1983. ومنحته جامعة المنيا دكتوراه فخرية عام 1983. كما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي في عام 1990.

وفاته:

توفي يحيى حقي في القاهرة في

 التاسع من ديسمبر عام 1992 عن عمر ناهز السبعة والثمانين عامًا. رحيله ترك وراءه إرثًا ثقافيًا غنيًا من الأدب والفكر الذي لا يزال يؤثر على العديد من الأجيال.

إرسال تعليق

0 تعليقات