أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمَن شحمه ورم شرح

 قصيدة المتنبي "وا حر قلباه" تعبر عن مشاعر الشاعر تجاه حبه وتأملاته في ذلك. يُظهر الشاعر في البيت الأول حماسة واحتراقًا داخليًا بسبب حبه، بينما يشير إلى برودة قلب الشخص الآخر الذي لا يفهم مشاعره. يتحدث عن حالته الصحية الضعيفة ويقارنها ببرودة قلب الآخر.

 

1- واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي و حالي عنده سقم

  الشاعر يعبر عن احتراق قلبه بسبب حب شخص لا يبدي اهتماماً به، ويشير إلى أنه يعاني من مرض جسدي نتيجة لكثرة معاناته وألمه الناجم عن عدم اهتمام الشخص الذي يحبه. يُظهر الشاعر تعلقه بالمشاعر والألم الذي يعانيه.

2- مالي أكتّم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأمم 

  الشاعر يعبر عن عدم قدرته على إخفاء حبه، ويتسائل عن سبب كتمان حبه لشخص يظهر أن الناس يدعون حبه ويظهرون الخلاف فيما بينهم، ويستعرض تأثير الكتمان على جسده وحالته الصحية.

3- إن كان يجمعنا حب لغرته فليت انا بقدر الحب نقتسم 

 الشاعر يقترح تقاسم فوائد حبه مع شخص آخر إذا كان هناك حب مشترك للشخص نفسه. يعبر عن رغبته في تحقيق توازن في هذا الحب المشترك من خلال تقاسم الفوائد والعطايا.

4- قد زرته و سيوف الهند مغمدة وقد نظرت اليه و السيوف دم

 الشاعر يشير إلى زيارته لشخص ما وتأمله في السيوف التي تحمل دمًا، مما يشير إلى مشاركة هذا الشخص في المعارك والحروب.

5- فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن ما في الأحسن الشيم 

 يُثني الشاعر على خلق شخص ما ويصفه بأنه أحسن خلق الله، مُعبِّرًا عن تقديره لأخلاق هذا الشخص الرفيعة.

6- قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت لك المهابه مالا تصنع البهم

 الشاعر يشير إلى أن خصومه يخشونه ويُخاطرون بحياتهم في مواجهته. يُظهر الشاعر استراتيجيته في تحقيق المهابة والخوف بين خصومه.

7- ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها أن لا يواريهم أرض ولا علم 

 الشاعر يُظهر حماسته ورغبته في متابعة خصومه حتى بعد هروبهم من المعركة، مُظهِرًا استمراره في السعي وراء النجاح.

8- أكلما رمت جيشا فانثنى هربا تصرفت بك في اثاره الهمم

 يستعرض الشاعر تجربته في طلب الجيوش وكيف تراجعوا وهربوا أمامه. يُظهر الشاعر تفاؤله وتحفيزه لاستكمال مسيرته نحو النجاح.

9- عليك هزمهم في كل معترك وما عليك بهم عار اذا انهزموا

 يشدد الشاعر على ضرورة هزيمتهم في كل معركة، ويُظهِر أنه لا يرى عارًا إذا انهزموا، بل يشجع على الاستفادة من هزيمتهم وتحفيزهم لتحسين أدائهم.

10- يا أعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم و الحكم 

 الشاعر يعبر عن استيائه من تصرفات الشخص الذي يُعتبر الأعدل في التعامل مع الناس، ولكن عندما يتعامل معه يجد الخصام ويكون هو الخصم والحكم في النهاية. يشير إلى أن هذا التصرف يجعله يشك في إنصافه وعدالته.

11- أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم 

  يُعبّر الشاعر عن رغبته في أن تكون نظرات الشخص الذي يتحدث إليه صادقة، حيث يطلب أن تكون هذه النظرات محصنة من الخداع، وأن تستطيع أن تميز بين الصدق والتظاهر، مثلما يميز الشحم السمين من الورم.

12- وما انتفاع أخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار و الظلم 

 يشير الشاعر إلى أن فائدة الدنيا لأخيه (شخص آخر) تكون واضحة عندما تكون الأضواء والظلمة قد استوت عنده، أي أن الفارق بينه وبين غيره يظهر ويكون واضحًا عندما تكون الظروف صعبة.

13- سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بانني خير من تسعى به قدم 

 يُخبر الشاعر أن الحاضرين في مجلسه سيعلمون قيمته وأهميته، وأنه يُفضل من أي شخص يسعى لرضاه.

14- انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم 

 يصف الشاعر نفسه بأنه الشخص الذي نظر إليه الأعمى وسمعت كلماته من الصم، مما يشير إلى أن أعماله وكلماته قد تجاوزت حدود الحواس العادية، وأصبحت معروفة لدى الجميع.

15- أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم 

 يعبر الشاعر عن استيائه من الأشخاص الذين يتنازعون ويختصمون بسبب كلماته، بينما هو ينام بلا اكتراث لهذه التنازعات. يشير إلى أنه يعتبر شوارد الشعر (الكلمات) أمورًا سهلة التفاعل معها وفهمها بسهولة.

 

16- وجاهل مده في جهله ضحكي حتى أتته يد فراسة وفم 

 عندما يكون الجاهل مستهترًا بجهله ويضحك على نفسه، يُمهله الشاعر ويطيل له الوقت، ويستغل هذا الجهل في تهييجه وتحفيزه بضحكه واستهتاره، ويتركه في حال جهله حتى يقوم بفعل غير محسوب به ويقع في فخ جهله.

17- اذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم 

 إذا شاهدت نواب الأسد بارزة، لا تظنن أن الأسد يبتسم. الشاعر يشير إلى أن علامة شدة الأسد وجلبابه تكون عندما يكون على استعداد للهجوم، وليس بسبب ابتسامته. يُظهر هذا كيف يمكن أن يكون الظاهر مختلفًا عن الحقيقة.

18- ومهجة مهجتي من هم صاحبها ادركتها بجواد ظهره حرم 

 المهجة، أي الروح، يعبر الشاعر عن تأثره بالهموم التي يعيشها صاحبها. يشبه هذا الوضع بركوب جواد يظهر ظهره محرومًا من الاقتراب، مما يعكس مدى تأثره بالمتاعب والحرمان.

19- رجلاه في الركض رجل واليدان يد وفعله ما تريد الكف و القدم 

 يصف الشاعر جواده بأن رجلاه تعمل كرجل ويديه تعمل كيد، وفعله يأتي كنتيجة لمشيته وتنقلاته. يشير إلى أن قدرته على الركض تجعله يكون كلما يريد اليد أو القدم.

20- ومرهف سرت بين الجحفلين به حتى ضربت وموج الموت يلتطم 

 يستخدم الشاعر مصطلح "مرهف" ليصف سيفه الرقيق، وكيف يسير بين جحفلين (جيشين) ببراعة، حتى يتعامل مع الموت ويصطدم بأمواجه، مما يظهر الشجاعة والتصميم في مواجهة الموت.


21- الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم. 

أصف نفسي بالشجاعة والفصاحة، وهذه الأمور ليست غريبة عني بسبب طول مدة صحبتي معها. يقول إن الليل يعرفني بسبب كثرة تواجدي فيه وطول إدراعي له، والخيل تعرفني بسبب تقدمي في فنون ركوبها، والبيداء تعرفني بسبب مداومتي على قطعها وصعوبة استسهالها. ويشير إلى أن السيف والرمح يشهدان بحذاقته في استخدامهما، والقراطيس تشهد بقدرته على التعامل مع ما فيها، والقلم يعرف بإبداعه وفصاحته فيما يكتب.

22- صحبت الوحش في الفلوات منفردًا حتى أعجبت بي القور والأكم. يعبر عن رحلته وحياته البرية، حيث كان يرافق الوحش وحده في المناطق الصحراوية، وقد أدهش الناس في تلك الأماكن النائية حتى استغربته القور والأكم بسبب تأقلمه الرائع مع هذا النمط الحياتي.

23- يتحدث عن صعوبة فراق الأحباء ويقول إن فقدانهم يجعل كل شيء غير مهم وبلا قيمة. يعبّر عن حالة الفراغ والحزن بعد فقدان الأحباء وكأن العالم أصبح فارغًا من المعاناة.

24- يعبر عن رغبته في تقريب المسافات وتحقيق التواصل والتفاهم بين الأمم. يقول إنه لو كان أمر الناس يعتمد على مقدار التواصل والتعاون بينهم، لكانت هناك تكريمات وتقديرات أكبر بين الأمم.

25- يعلن استعداده لتحمل الجروح والانتقادات التي قد يوجهها إليه الآخرون. يقول إنه إذا كانت سعادة الآخرين تعتمد على تحقيق فرحتهم من خلال جروحه، فإنه مستعد لتحمل الألم الناتج عن هذه الجروح.

26- يستنكر محاولات الآخرين البحث عن عيوب فيه ويقول إنها ستكون بلا جدوى وستكون مكرهة من قبل الله والكرم. يعبر عن عدم استجابته لمحاولات الناس البحث عن عيوبه، ويقول إن الله والكرم يكرهون هذه المحاولات.

27- يبدي استغرابه من البعد الذي يفصل بين شرفه وبين العيوب والنقصان. 

يقول إن ما يبتعد عنه من عيوب يشبه البعد بين الثريا والشيب والهرم، مشيرًا إلى تفرغه من أي نقصان أو عيوب.

28- فبأي لفظ تقول الشعر زعنفه تجوز عندك لا عرب ولا عجم 

 يستنكر طريقة السخرية والهجوم اللفظي في الشعر ويقول إنها لا تتواجد لديهم بلفظ "زعنفة". 

يعتبر الشعراء الذين يستخدمون هذه اللفظة بأنهم ليسوا عربًا، مشيرًا إلى عدم امتلاكهم للفصاحة العربية وعدم فهم لغة الأعجم.

 

29- هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم هذا عتابك، 

ولكنه في الحقيقة هو مظهر من مظاهر المحبة، رغم أنه يحمل في طياته لمسة من الانتقاد. إنه يأتي إليك كلمة تحمل في طياتها الحنان والتقدير، وعلى الرغم من أنها تظهر كعتاب، إلا أنها في الواقع تعبر عن الحب والود، لأن العتاب يحدث بين الأحباء ويظل الود باقيًا طالما أن العتاب لا يفقد رونقه وجماله في الأسلوب والكلمة.

 

إرسال تعليق

0 تعليقات