تقرير عن الزكاة حكمها وأنواعها

اليوم نقدم لكم تقرير عن الزكاة والتي تعد ركن من أركان الدين الإسلامي، وقد حدثنا عنها الله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات نظرًا لأهميتها، فهي تحصن المسلم من الكثير من المخاطر وتبعد عنه الشر، كما أنها بأمر من الله سبحانه وتعالى تخفف عنه سيئاته وتقربه من الجنة وتبعده عن النار، بالإضافة إلى أن الله عز وجل وضع لنا أسس للزكاة والتي يجب على الجميع اتباعها، لكي يتمكن من إخراج الزكاة بالطريقة الصحيحة.

 




تعريف الزكاة

من خلال تقرير عن الزكاة يجب أن تعلم بأن الزكاة لها العديد من المعاني في اللغة العربية حيث أنها تسمى الزيادة والبركة والنّماء، والزكاة هي الأموال التي يخرجها المسلم المساكين والفقراء مما أعطاه الله، ويمكن أن يتم استخراج الزكاة على هيئة ثمر أو ماشية ولا يشترط أن يتم إخراج أموال فقط.

هناك حديث روى عن على رضي الله عنه تم الإفصاح عنه من قبل أبو حنيفة، حيث قال إبن منظور (المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، فاستعار به الزكاة وإن لم يكن ذا جرم، وقد زكاه الله ازكاه.

مفهوم الزكاة بالمعنى الشرعي

المعنى الشرعي الذي نقدمه في تقرير عن الزكاة هو أنها المال الذي تم تأديته، أو المال الذي يتم إخراجه من قبل الشخص المزكي لكي يتم صرف هذا المال في مصارف الزكاة، وتم الاستدلال عن هذا الأمر من قول الله تعالى ﴿ويؤتون الزكاة﴾، بمعنى أنه يتم إيتاء الزكاة إلى الأشخاص المستحقين لها بالفعل.

تسمى الزكاة والصدقة أيضًا وتم إطلاق هذا الاسم عليها نظرًا لصدق الشخص الذي يؤديها وتصديقًا على صحة إيمانه بربه، كما أنه هناك بعض العلماء يقولون بأن الزكاة هي المال الذي يتم من خلاله الإصلاح، عن طريق تخصيص حصة معينة من مال الغني لكي يتم إعطائها إلى الفقير والمحتاج.

تاريخ الزكاة

تم تشريع الزكاة في الديانات الإبراهيمية حيث أنه تم الاتفاق على تخصيص جزء معين من المال للأشخاص الذين يحتاجون إليه، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه هناك بعض الاختلافات والتفاصيل التي تدور حول هذا الأمر، من ناحية التطوع أو الواجب ومن هم المستحقين لها وما هو مقدارها وهكذا.

الديانة الإبراهيمية تتفق مع الدين الإسلامي في العديد من الأمور، مثل الصلاة والزكاة لذا يهتمون بأن يتم ايتائها بالطريقة الصحيحة وإعطائها للأشخاص المستحقين بالفعل، حيث أنهم يؤمنون بأن الله تعالى قد أمر الناس جميعًا بأن يقوموا بإخراج بعضًا من المال للمحتاجين.

قال الطبري بأن الله عز وجل أمر بني إسرائيل بالزكاة حيث قال تعالى في كتابه الكريم ﴿وآتوا الزكاة﴾، وقال أن إيتاء الزكاة حينها لم يفرضه الله تعالى على الأموال، ولكنها كانت عبارة عن سُنة بعيدة عن سُنة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي عبارة عن تقديم قربان إلى النار وإن لم تفعل به النار شيء، فيظنون أن صاحب الزكاة غير مرغوب به من قبل الإلهة، لذا كانوا يعتقدون بأن الزكاة حينها هي عبارة عن طاعة وإخلاص.

موانع استحقاق الصدقة

هناك بعض الموانع التي تمنع استحقاق وأخذ الصدقة، ويتم منع أخذ الصدقة بسبب التكريم والتشريف بالأشخاص الذين ينتمون إلى البيت النبوي.

في بعض الأحيان تعتبر الصدقة أمر مهين بعض الشيء إلى بعض الأشخاص، حيث أن مكانة الشخص كلما شرفها وكرمها الله كلما كانت الصدقة لا تحل له، نظرًا لأن الصدقة كان يطلق عليها أوساخ الناس ويمنع أكلها لآل البيت النبوي.

هناك حديث يقول عن عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث قال: قال رسولُ الله ﷺ: إنَّ الصدقة لا تنبغي لآل محمدٍ، إنما هي أوساخ الناس. وفي روايةٍ: وإنها لا تحلّ لمحمدٍ ولا آل محمدٍ. رواه مسلم.

 ، بالإضافة إلى أنه هناك رواية تقول (لا نأكل الصدقة)، أما في صحيح مسلم قال كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم إذا أُتيَ بشيءٍ سأل أصدقةٌ هي أم هديةٌ ؟ فإنْ قالوا : صدقةٌ لم يأكلْ وإنْ قالوا : هديةٌ أكل كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أُتِيَ بطَعَامٍ سَأَلَ عنْه: أهَدِيَّةٌ أمْ صَدَقَةٌ؟

من أهم موانع الصدقة هو أنها لا تحل على أي شخص قادر، فهي مخصصة إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين فقط، لكي يتم صرف فقرهم بالإضافة إلى أنه لا يجوز إعطاء الصدقة إلى شخص غير مسلم، فهي تحوز على المسلمين فقط حيث أنه هناك الكثير من نصوص الشرع تقوم بأن الصدقة يتم أخذها من المسلمين الأغنياء.

 زكاة الحرث

زكاة الحرث هي الزكاة التي يتم إخراجها من الثمار والزرع، وهي زكاة واجبة على أي شخص يمتلك أرض زراعية تتيح له الحصول على الكثير من الثمار التي يربح من خلالها على الكثير من الأموال.

زكاة الحرث تجب على الشخص الذي يمتلك خمسة أوسق، والوسق الواحد يزن ستون صاعًا والصاع يزن حوالي 2 كيلو جرام و 40 جرام، ويجب على مالك الوسق أن يقوم بإخراج نصف عُشر المحصول إذا روى المحصول بماء دفع له المال، أما إذا سقى الزرع عن طريق المطر فيجب عليه أن يقوم بإخراج العُشر كامل.

زكاة النقدين وعروض التجارة

زكاة النقدين هي زكاة يتم إخراجها من قبل الشخص الذي يمتلك الفضة والذهب، ومن خلال تقرير عن الزكاة تجد أنه يتم احتساب هذه الزكاة عن طريق العملات المستخدمة في ذلك الوقت، حيث أنه يجب عليه أن يقوم بإخراج 2.5% من إجمالي ما يملكه.

يتم إخراج زكاة النقدين وعروض التجارة بعد أن يتم مرور عام قمري واحد على الأموال، ويجب أن يتم إخراج الزكاة عن الربح ورأس المال، حيث يتم احتساب المجموع الكلي ثم يتم إخراج النسبة المذكورة.

زكاة الانعام

زكاة الأنعام هي الزكاة التي يتم إخراجها من قبل الشخص الذي يمتلك ماشية وانعام خاصة به، وتشمل هذه الزكاة البقر والإبل والجواميس والغنم والماعز والخرفان.

يجب إخراج شاة من الغنم على كل 5 رؤوس من الإبل، أما إذا كان الشخص يمتلك 35 رأس من الإبل فيجب عليه إخراج أنثى من الإبل ولكن يجب أن يزيد عمرها عن عام، عندما يمتلك الشخص 60 رأس من الإبل فيجب عليه إخراج أنثى منهم بشرط أن تكون أتمت الثلاثة أعوام، أما بالنسبة للشخص الذي يمتلك 75 رأس من الإبل فيجب عليه أن يقوم بإخراج أي أنثى منهم ويشترط أن يكون عمرها قد تخطى الـ 5 أعوام.

شروط الزكاة ومصارفها

مما لا شك فيه أن الله عز وجل وضع بعض الشروط الواجب توافرها لكي يتم إيتاء الزكاة، لذا من خلال تقرير عن الزكاة سوف نقوم بذكر كافة الشروط، وها هي كالآتي:

  • لا يقبل الله الزكاة من غير المسلم أو الكافر.
  • لا يحق للعبد أن يقوم بإيتاء الزكاة.
  • يشترط أن يكون المال مملوك بنسبة 100% للمزكي.
  • يشترط أن يكون المال قابل للنمو مثل الذهب أو الأنعام والمواشي والتجارة.
  • تقبل الزكاة الفاضلة عن الحوائج مثل الأكل والشرب والملابس والمسكن والنفقة على الأولاد والزوجة.
  • لكي يتم إخراج الزكاة يجب أن يمر عام على المال.
  • يجب أن يكون المزكي يملك القدر الكافي الذي يتيح له إخراج المال، حيث أن الفقير لا يجوز له إخراج المال وليس عليه حرج حينها.


وإلى هنا عزيزي القارئ نكون قد انتهينا من كتابة تقرير عن الزكاة، وقمنا بذكر كافة أنواع الزكاة وكيفية إخراجها، بالإضافة إلى ذكر شروط الزكاة التي يجب أن تتوافر لكي يتمكن المسلم من أبناء الزكاة والحصول على الثواب بأمر الله سبحانه وتعالى، وأخيرًا إذا لم تستطيع أن تقوم بإخراج النسبة التي تم ذكرها للزكاة فيمكنك إخراج ما تستطيع ولك الأجر والثواب من الله تعالى.


 

إرسال تعليق

0 تعليقات