روح البسمة في عز البرد: حكاية حذيفة بن اليمان في غزوة الأحزاب

في ليلة شديدة البرودة ورياح عاتية، كانت غزوة الأحزاب تُكتب في تاريخ المسلمين بأحرف من ذهب. وفي تلك اللحظات الصعبة، تألق أحد الصحابة الأبرار، حذيفة بن اليمان، الذي قاد بعثة خطيرة في ظروف قاسية للغاية. سنحكي اليوم قصة استثنائية، حيث يكمن فيها البطولة والوفاء. 

 


 

الحكاية:

في هذا الليل البارد، وبينما الرياح تقلع الخيام بشدة، جلس الصحابة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفجأة، أعلن النبي بحاجة إلى مغامر يعبر الخندق ويحضر أخبار القوم الآخرين.

التحدي الكبير: 

"من يذهب فيأتيني بخبر القوم في هذا الليل وذاك البرد؟" كان هذا التحدي الصعب يطلب المستحيل، عبور الخندق واختراق جيش الكفار في هذه الظروف الصعبة.

الصمت الكئيب: 

رغم كبر الصحابة المتواجدين، لم يتداول أحد للمهمة الخطيرة. النبي يكرر الطلب مرتين دون جدوى، حتى جاء قوله الثالث: "من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العود وهو رفيقي في الجنة؟" وهنا استجاب حذيفة بن اليمان.

حذيفة البطل:

 تحت الظروف الصعبة، اختار النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة ليكون رسولاً له في هذه المهمة الخطيرة. ورغم قسوة البرد، تخطى حذيفة الخندق ووصل إلى جيش الكفار. كان لديه فرصة لقتل أحد القادة الكفار، لكن تذكر قول النبي: "ولكن لا تحدث فيهم أمراً". فامتنع عن الفعل وتجنب إشعار الكفار بوجوده.

العودة بالنجاح:

 عاد حذيفة بن اليمان إلى النبي وأخبره بالأمور. ولكن البرد الشديد عاد ليعتريه فور دخوله المسجد. ففتح النبي عباءته وأدخله تحتها ليمنحه الدفء. وفي تلك اللحظة، شعر حذيفة بالسعادة والراحة.

 

 تلك هي حكاية حذيفة بن اليمان، البطل الذي استجاب لنداء النبي في أصعب الظروف. قدم درسًا في الوفاء والبسمة في وجه التحديات. في زماننا الحاضر، دعونا نتعلم من قصص البطولة ونسعى لتحقيق الخير والعطاء في حياتنا.

اللهم انزل دفئك ورحمتك على أحبتنا في غ/-زة وكل من هو في حاجة. اللهم اكسِهم برعايتك ومحبتك، وفرِّج كربهم وألهمهم الصبر والقوة. آمين.

إرسال تعليق

0 تعليقات