تقرير عن موقع مدينة سمهرم الأثرية

 

مدينة سمهرم الأثرية: جوهرة تاريخية في ظفار

تقع مدينة سمهرم الشهيرة بمينائها الأثري في الجهة الشرقية من مدينة طاقة، على بعد حوالي 30 كم من مدينة صلالة بمحافظة ظفار. يعود تاريخ المدينة إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وتعتبر من أقدم المدن الأثرية في شبه الجزيرة العربية. تُعرف سمهرم محلياً باسم خور روري، وتشتهر بمينائها الذي كان من أهم الموانئ في جنوب شرق الجزيرة العربية لتجارة اللبان.

 


 

تاريخ وأهمية ميناء سمهرم

كان ميناء سمهرم، المعروف أيضاً باسم ميناء موشكا، مركزاً حيوياً لتصدير السلع والمنتجات المحلية إلى مختلف أنحاء العالم. الدلائل على أهمية الميناء ودوره البارز تشمل العثور على نقش لسفينة فرعونية كانت ترسو في ميناء سمهرم، والذي يوجد حالياً في أحد معابد وادي الملوك في مدينة الأقصر بمصر.

أطلق اليونانيون على ميناء سمهرم اسم "موشاك"، وأشاروا إلى أهميته كمركز إداري لإنتاج اللبان، وذلك حسب ما ذكره المؤرخون والآثار.

 

الاكتشافات الأثرية

في عام 1952، تم العثور على بقايا منحوتات حجرية وتماثيل عند مدخل الميناء، إضافة إلى بقايا أسوار وجدران محصنة. ويُعتبر حصن طاقة من المعالم الأثرية البارزة في المنطقة، كما توجد مقابر قديمة ترجع لفترات ما قبل الإسلام شرق خور صولي.

التنقيبات والآثار المكتشفة

أسفرت التنقيبات الأثرية في مدينة سمهرم عن العثور على عدد من المخطوطات، ومعابد قديمة، وقطع نقدية وأثرية تُظهر أن المدينة كانت على صلة تاريخية وثقافية بالهند، وبلاد ما بين النهرين، وبلاد النيل. كشفت الأبحاث الأثرية أن المدينة بنيت بالحجر الجيري وتميزت بفن معماري رائع، مع سور وعدة بوابات وأبراج مربعة.

 

النقوش الحجرية والآثار الأخرى

تم العثور على خمسة نقوش حجرية مكتوبة بالأبجدية العربية الجنوبية تصف تأسيس المدينة والسيطرة على تجارة اللبان. كما تم اكتشاف آثار معبد قديم يقع في وسط الجانب الشمالي من المدينة، والذي يحتوي على مذبحين ونحت بارز لثور على أحد المذبحين.

من بين المعثورات الأخرى تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي، وتمثال غير مكتمل لفتاة يعود إلى القرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية وختم برونزي يحمل نصين باللغة القديمة.








الخلاصة

مدينة سمهرم الأثرية ليست مجرد موقع تاريخي، بل هي شاهد حي على تاريخ وحضارة ظفار العريقة. من خلال اكتشافاتها الأثرية والآثار المتبقية، تروي المدينة قصة غنية عن دورها البارز في تجارة اللبان وصلاتها الثقافية والتجارية مع مختلف الحضارات القديمة.

تشكل سمهرم اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية والتاريخية في سلطنة عمان، ما يجعلها محطة لا بد من زيارتها لكل من يهتم بالتاريخ والحضارة.

إرسال تعليق

0 تعليقات