درس / الوقف في القرآن الكريم : الحسن واللازم والقبيح

التربية الاسلامية - التجويد - الوحدة الاولى الدرس الثاني -- للصف  الثاني عشر الفصل الدراسي الاول

درس / الوقف في القرآن الكريم : الحسن واللازم والقبيح

الوقف الحسن


هو الوقف  على كلام تم معناه , وتعلق بما بعده  لفظا ومعنى , وحكمه : يحسن الوقف عليه وله حالتان  هما :

1 – الوقف على رأس الآية , كالوقف على كلمة ( المؤمنون ) في قوله تعالى :

غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) الروم


فتلاحظ أن الوقف عليها قد تم معناه وتعلق بما بعده من حيث الموضوع.

2 – الوقف على غير رأس الآية , ومن أمثلته:


أ ) الوقف على كلمة ( لله ) في الآية : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر


- حسن والابتداء بما بعده قبيح للفصل بين النعت ( فاطر السماوات والأرض ) والمنعوت وهو لفظ الجلالة ( الله )

ب – الوقف على كلمة (جَنَّاتٌ ) في الآية:

 يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الحديد


حسن والابتداء بما بعده قبيح للفصل بين الصفة , وهي جملة (تَجْرِي مِن تَحْتِهَا) والموصوف (جَنَّاتٌ )


ج ) الوقف على كلمة ( فسجدوا ) في الآية : وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11) الأعراف


حسن والابتداء بما بعده قبيح للفصل بين المستثنى وهو (إِبْلِيسَ) والمستثنى منه وهو (لِلْمَلَائِكَةِ) .


وفي جميع الحالات يبتدىء القارىء من الكلمة الموقوف عليها أو كلمة قبلها أو أكثر ويصلها بما بعدها حتى يتسق المعنى.

الوقف اللازم


        هو الوقف على موضع أدى معنى صحيحا , ولا يتبين المعنى المراد إلا بالوقوف عليه , وإلا ترتب عليه إخلال بالمعنى . كما في قوله تعالى:
فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) يس


فلو لم يقف القاىء على (قَوْلُهُم) لأوهم أن جملة (ِإنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) من مقولة الكافرين وهو ليس كذلك , ويرمز له بالشكل (ۘ ) في رسم المصحف

الوقف القبيح


هو الوقف على ما لم يتم معناه لتعلق ما بعده به لفظا ومعنى , وله عدة مواضع .


الأول : الوقف على لفظ لا يفهم منه معنى , ولا يستفاد منه فائدة يحسن السكوت عليه لشدة تعلقه بما بعده من جهتي اللفظ والمعنى , ومثاله :


أ ) الوقف بين المضاف والمضاف إليه كالوقف على كلمة (صِبْغَةَ )
 صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) البقرة


ب – الوقف على المبتدأ دون خبره كالوقف على كلمة (الْحَمْدُ) في قوله تعالى :
 الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الفاتحة


الثاني : الوقف الذي يفضي إلى تبديل مراد الله عزوجل من الآية , وأمثلته :

أ ) الوقف على كلمة (وَالْمَوْتَىٰ ) في قوله تعالى : ۞ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) الأنعام


يفيد أن الموتى يستجيبون أيضا مع الذين يسمعون , وليس المعنى كذلك , بل المعنى أن موتى القلوب لا يجيبون داعي الإيمان ولا يسمعون له سماع انقياد وقبول , وسيبعثهم الله عزوجل يوم القيامة ويجازيهم.


ب ) الوقوف على (وَّإِن تَوَلَّوْا ) في قوله تعالى :
 وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران


يترتب عليه التسوية بين الاهتداء بين من أسلم ومن تولى عنه , وهذا المعنى غير مراد الله عزوجل.

الثالث : الوقف الذي يوهم وصفا لا يليق بالله عزوجل , وأمثلته :


أ ) الوقف على كلمة (وَاللَّهُ ) في الآية :  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة


يوهم اشراك الله عزوجل مع الكافر في البهت والله تعالى منزه عن ذلك.


ب – الوقف على كلمة ( لا يهدي ) في الآية :  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) القصص

يدل على أن الله تعالى لا يهدي أحدا , وهذا وصف لا يليق بالله عزوجل .

حكم الوقف القبيح\\


لا يجوز الوقف عليه , ويأثم فاعله إلا لضرورة قصوى ؛ فعليه أن يعود كلمة أو كلمتين ليكتمل المعنى ويصله بما بعده .


ويرمز للوقف القبيح في المصحف بالرمز ( لا ) غالبا , والتي تعني النهي عن الوقف.


انتبه 1\


سمي الوقف القبيح قبيحا لقبح الوقف عليه لعدم تمام الكلام وعدم فهم المعنى المراد ؛ لما فيه من التعلق اللفظي والمعنوي


الأنشطة

1 – اقرأ الآية في قوله تعالى : يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ   الممتحنة 1
بين حكم الوقف على كلمة (وَإِيَّاكُمْ)


2 – استنتج  سبب الوقف على كلمة (يَسْمَعُونَ) وعدم وصلها بالكلمة التي بعدها في الآية :  ۞ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)  الأنعام


3 – ما حكم الوقف على كلمة (لَا يَسْتَحْيِي ) في الآية الكريمة:  ۞ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ   البقرة 26


المناقشة

عرف كل من :
الوقف الحسن .
الوقف اللازم .
الوقف القبيح .
2) ما حكم الوقف الحسن ؟
3) قارن بين الوقف اللازم والوقف القبيح من حيث :
الحكم .
رمز كل منهما .
4) علل : تسمية الوقف القبيح بهذا الاسم.

إرسال تعليق

0 تعليقات