افهم طريقة نمو الأطفال سن ثلاث حتى أربع سنوات - لتنمي مهاراتهم

الأحاسيس


هذه فترة هامة جدا في التطور الشعوري لدى ابنكم. يبدأ ابنكم الآن يدرك أن جسمه، أفكاره، ومشاعره  هي له. يمكنه التمييز بين الفرح،
الحزن، الخوف، والغضب. ‏قد يخاف من أمور خيالية، يقلق من تصرف الآخرين، ويعبّر عن محبته لأشخاص يعرفهم. كذلك، يمتلك الثقة وينجح في مواجهة مشاعره بشكل أفضل.

اللعب والتعلّم


اللعب مهم جدا لابنكم لأنه يتعلم عبره ويعبّر عن مشاعره. يهتم ابنكم أكثر باللعب وإقامة علاقات مع أولاد آخرين. يُحتمَل أن يبدأ يلعب مع الأولاد الآخرين أكثر. يفهم المصطلحات “لي” و”له”، و”لها”، ولذلك يكون أسهل عليه مشاركة الأصدقاء الآخرين.

يبدأ لعب الأولاد يكون أكثر خيالا وإبداعا  – يلعب لعبة الأدوار مع أصدقاء خياليين أو مع الألعاب، ويقيم احتفالات ووجبات مع الألعاب. يُجرب وظائف مختلفة وسلوكيات مختلفة – يتظاهر أنه طبيب أو أب. في هذا العمر، هناك لدى الكثير من الأولاد في سن الروضة أصدقاء خياليون، رغم أنه من المرجح أن ابنكم يعرف التمييز بين الخيال والواقع.

حتى سن أربع سنوات، يتمتع بالعمل مع أشخاص آخرين وبوصف ما يحدث – مثلا، “فكّرت أمي أني نائم!”. في الوقت ذاته، يكون قلقا من أن يخدعه الآخرون.

قد يكون ابنكم فضوليًّا جدًّا في كل ما يتعلق بجسم الإنسان – جسمه وجسم الآخرين. على سبيل المثال، قد تلاحظون أنه ينظر إلى أعضائه الجنسية وتلك التي للآخرين. إن الدمج بين الفضول الطبيعي ولعب التمثيل هو جزء طبيعي من السلوكيات الجنسية في جيل الطفولة. رغم أن الألعاب الجنسية هي عادية في هذا العمر، فإذا كنتم قلقين بشأن سلوك ابنكم الجنسي، يُستحسن أن تتحدثوا إلى طبيب الأطفال أو مهني آخر.
التكلّم

ستتطوّر اللغة لدى ابنكم كثيرا خلال السنة. يتعلم كلمات جديدة كثيرة منكم ومن البالغين الآخرين، ومن تجاربه التي يمر بها أثناء الإصغاء إلى القصص. سيرغب في التواصل أكثر، قراءة القصص، والتحدث. يفهم ابنكم معظم ما تقولونه له، ويخمّن معنى الكلمات التي لا يعرفها. غالبا، يفهم كلمات أكثر من الكلمات التي يستطيع أن يقولها.

في جيل ثلاث سنوات تقريبا، يستطيع استخدام جمل مؤلفة من ثلاث حتى خمس كلمات وربّما أكثر. يفهم الأشخاص الآخرون أقواله معظم الوقت. يستطيع الإشارة إلى أجزاء في رسمة – مثلا، أنف البقرة – وتسمية الأغراض الشائعة باسمها.

حتى عمر أربع سنوات، يتحدث جملا أطول مكوّنة من خمس إلى ست كلمات وأكثر. يفهم الأشخاص الآخرون أقواله دائما. يفهم معظم أقوالكم ويتبع تعليمات ذات قسمين أو ثلاثة أقسام، طالما أنها ذات صلة بأمور يعرفها – مثلا، “أغلق الكتاب وأعطِه للماما”. يعرف ما معنى الصفات مثل “طويل” و”دقيق”، ويستخدم كلمات تعبّر عن الشعور مثل  “فرحان” أو “حزين”.

التفكير

يكتشف ابنكم أن العالم من حوله مدهش ويسأل أسئلة مثل “مَن”، “ماذا”، و”كم”. يفهم ابنكم ويعرف الكلمات المضادة، مثلا كبير /صغير، أكثر /أقل ومصطلحات مثل  “فوق”، “تحت”، و “داخل”. ‏تنمو ذاكرته – يتذكر أغاني ونغمات ويستطيع أن يكرها أمامكم. قد يبدأ بالإشارة إلى الأحرف والأرقام التي يتذكرها ويسميها باسمها، ويستطيع أن يعد حتى أربعة أغراض وأن يصنفها وفق اللون والشكل.

المهارات اليومية

يحب ابنكم تناول وجبة مع كل الأسرة. يفهم روتين حياة العائلة ويهتم بالاحتفالات الخاصة مثل أعياد الميلاد. يبدأ بأن يكون مستقلا أكثر – مثلا، يستطيع تناول الأكل وحده، انتعال حذاء من دون رباطات، فك أزرار الملابس، والقيام ببعض الأمور بنفسه عندما يلبس ملابسه.

الآن من المرجح أنه نجح في التخلص من الحفاظات، ويستطيع أن يقوم بنفسه ببعض المهام مثل الذهاب إلى المرحاض، تنظيف مؤخرته بعد التبرز، وشطف يديه ووجهه. مع ذلك، ما زال يحتاج إلى مساعدة ومراقبة عند القيام بمهام مثل فرك الأسنان.

الحركة

يحب ابنكم التحرك والنشاط. يتحسن في صعود الدرج، ركوب درجة هوائية، إلقاء الطابة، الإمساك بها وركلها، الركض، التسلق، القفز، والوقوف على قدم واحدة مع الحفاظ على التوازن.

تتحسن الحركات الدقيقة لديه أيضا، ويستطيع رسم دائرة أو مربع، وبناء أبراج كبيرة باستخدام مكعبات ومقصات خاصة للأطفال. ‏يحب استخدام الألوان، أقلام الرصاص والفراشي، وهذه طريقة رائعة: يساهم الرسم والتلوين جدا في تطوّر خيال ابنكم.

كذلك، قد ينجح في هذا الجيل في:


     فتح غطاء علبة
     معرفة عمره وجنسه
     معرفة أسماء بعض الأشكال والألوان
     الإمساك بقلم رصاص وتقليد طريقة كتابة بعض الحروف، حتى سن أربع سنوات
     ارتداء الملابس وخلعها وحده.

كيف يمكنكم أن تساعدوا طفلكم على النموّ


إليكم بعض الخطوات البسيطة التي تساعدكم في نموّ طفلكم:


    وفّروا لابنكم وقتا كثيرا للعب: يساعد اللعب الأولاد في سن الروضة على التعبير عن مشاعر مثل الفرح، الانفعال، الغضب، أو الخوف. يتمتع ابنكم باللعب بألعاب مثيرة للفوضى – اللعب بالرمال، الوحل، أو الألوان – اللعب بألعاب مختلفة أو اللعب خارج البيت، الركض، السقوط، والتدحرج.
     خصصوا وقتا للألعاب الإبداعية والفنية مثل التلوين، الرسم، ولألعاب التنكرية. يمكن اللعب مع تشغيل الموسيقى في الخلفية – مثلا، الركض، القفز، أو العزف على أدوات موسيقية بسيطة.
     اقرأوا لأولادكم: لتشجيع تطوّر الكلام، التفكير،  والخيال،اقرأوا كتبا وقصصا، أو غنوا أغاني اللعب.
     اطهوا طعاما معا: هكذا تساعدون ابنكم على الاهتمام بتناول طعام جيد وصحيّ، وعلى تعلم كلمات جديدة وفهم مصطلحات رياضية مثل “نصف”، “ملعقة صغيرة واحدة”، أو “‏30‏ دقيقة”. يمكن أن ندعه يقوم بأعمال بسيطة، خلط السلطة أو وضع خبزتين الواحدة على الأخرى وتحضير شطيرة.
     العبوا مع ابنكم ألعابًا تشمل المشاركة واللعب بالدور. عندما تلعبون قولوا مثلا: “الآن دوري لبناء البرج، ثم دورك”، أو “يمكن أن تشاركني المكعّبات الحمراء، وأن أشاركك المكعّبات الخضراء”. يصعب على الأولاد في هذا العمر أن يشارك الآخرين، ولذلك عندما ينجح في ذلك امدحوه.

أن نكون والدين


تتعرفون يوميًّا أنتم وطفلكم إلى بعضكم البعض أكثر فأكثر. فكلما كبُر الطفل وتطور، تتعرّفون على احتياجاته أكثر وعلى الطريقة التي يمكنكم تلبيتها بها. كوالدين، أنتم تتعلمون دون توقف. يرتكب كل والد أخطاء ويتعلم من خلال التجربة. لا بأس في أن تكونوا واثقين بما تعرفونه. وليس خطأ أن تعترفوا بأنكم لا تعرفون وأن تطرحوا الأسئلة – أحيانا تكون الأسئلة التي تظنونها تافهة أسئلة جيدة جدا!

صحتكم الجسمانية والنفسية هي جزء هام في تأدية دوركم كوالدين.ينسى الكثير من الوالدين الاهتمام بنفسهم أو لا يتسنى لهم وقت كاف، وذلك عندما يركزون كل اهتمامهم على الاعتناء بالطفل. يتطلب منكم دوركم كوالدين فهما، صبرا، خيالا وطاقة – وستقومون بهذه الأمور إذا اهتممتم بنفسكم.

قد تشعرون أحيانا بالإحباط أو العجز. إذا شعرتم أنكم متوترون، فاطلبوا من شخص آخر أن يهتم بابنكم، أو ضعوه لدى صديقة أو جارة وخذوا استراحة من أجل الهدوء. استريحوا حتى تهدأوا. حاولوا الانتقال إلى غرفة أخرى للاسترخاء، أو الاتصال بقريب أو صديق ليساعدكم على أن تهدأوا. يُسمح لكم بطلب المساعدة!

 لا تهزوا الطفل أبدا.قد يؤدي الهز إلى نزيف في الدماغ، وضرر دائم في الدماغ أحيانا.

إرسال تعليق

0 تعليقات