حل تدريبات درس | علام تقولين شكرا ؟

لغتي الجميلة - اللغة العربية للصف السابع الفصل الأول .. منذ أيام دعوت إلى غرفة مكتبي مربية أولادي (يوليا) لكي أدفع لها حسابها. قلت لها: اجلسي يا يوليا، هيا نتحاسب... أنت في الغالب بحاجة إلى النقود ولكنك خجولة إلى درجة أنك لن تطلبيها بنفسك. حسنا، لقد اتفقنا على أن


علام تقولين شكرا


علام تقولين شكرا ؟

أدفع لك ثلاثين (روبلا) في الشهر.

- قالت: أربعين.

قلت: كلًا... ثلاثين. هذا مسهل عندي، كنت دائما أدفع للمربيات ثلاثين

(روبلًا).

لقد عملت لدينا شهرين.
قالت: شهرين وخمسة أيام.
قلتُ : شهرين بالضبط. هذا مسجل عندي، إذا؛ تستحقين ستين (روبلًا)،منها تسعة أيام آحاد؛ فأنت لم تعلمي (كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تسترهين معهم

فقط، وكذلك تخصم ثلاثة أيام من أيام الأعياد.

تضرج وجه (يوليا) وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة.

- واصلت: تخصم أيام الأعياد الثلاثة، إذا؛ المجموع (اثنا عشر روبلا)، وكان

(كوليا) مريضا أربعة أيام ولم يكن يدرس. كنت تدرسين (فاريا) فقط، وثلاثة أيام

كانت أسنانك تؤلمك، فسمحت لك زوجتي بترك التدريس بعد الغداء. إذا؛ اثنا

عشر زائد سبعة، تسعة عشر، نخصم، الباقي: واحد وأربعون (روبلا)، صحيح؟

احمرت عين (يوليا) اليسرى، وامتلأت بالدمع، وارتعش ذقنها، وسعلت بعصبية،

ولكن... لم تنبس بكلمة.

 قلتُ: بداية العام كسرت فنجانا وطبقا، تخصم (روبلين)، الفنجان أغلى من ذلك فهو موروث، ولكن فليسامحك الله!! علينا العوض...، وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته، نخصم عشرة، وبسبب تقصيرك أيضا شرق حذاء (فاريا)؛ ومن واجبك أن تراعي كل شيء فأنت تتقاضين مرتبا، وهكذا تخصم

أيضا خمسة، وفي العاشر من يناير أخذت مني عشرة (روبلات).

- همست (يوليا): لم آخذ.

- قلت: ولكن ذلك مسجل عندي.

- قالت: حسنا، ليكن.

-

قالت: حسنا، ليكن.

واصلت: من واحد وأربعين تخصم سبعة وعشرين، الباقي أربعة عشر. امتلأت عيناها بالدموع، وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل، يا للفتاة المسكينة!

-

قالت بصوت متهدج: أخذت مرة واحدة

...

أخذت من حرمكم ثلاثة (روبلات)،

لم أخذ غيرها.
قلت: حقا! انظري وأنا لم أسجل ذلك!! تخصم من الأربعة عشر ثلاثة، الباقي ومددت لها (أحد عشر روبلا)، فتناولتها، ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة.

أحد عشر، ها هي تقودك يا (يوليا)!! ثلاثة، ثلاثة، ثلاثة، واحد، تفضلي.

- وهمست: شكرا!

فانتفضت واقفا، وأخذت أروح وأجيء في الغرفة واستولى علي الغضب.

- سألتها: شكرا علام؟

قالت: على النقود.

- قلت: يا إلهي! ولكني نهيتك، سلبتك، لقد سرقت منك! فعلام تقولين شكرا؟ قالت: في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا.
قلت: لم يعطوك! أليس هذا غريبا؟! سأعطيك نقودك (الثمانين روبلا) كلها، ها هي في الظرف جهزتها لك، ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا تطالبين بحقك؟ لماذا تسكتين؟ هل يمكن أن تكوني مستسلمة

إلى هذه الدرجة؟

ابتسمت بعجز، فقرأت على وجهها: ربما. سألتها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها (الثمانين روبلا) كلها، فشكرتني بخجل وخرجت. تطلعت في أثرها وفكرت : ما أصعب أن تكون ضعيفا في هذه

الدنيا!

أنطون تشيخوف، المغفلة (قصة قصيرة)

(بتصرف)







إرسال تعليق

0 تعليقات