بحث عن ستة شخصيات عمانية ضمن برنامج اليونسكو للشخصيات المؤثرة عالمياً

تم إدراج ستة شخصيات عمانية ضمن برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا. وفيما يلي قائمة بهذه الشخصيات وتاريخ إدراجها:


 

تتميز هذه الشخصيات العمانية بمساهماتها الهامة في مجالات متنوعة وتأثيرها على المستوى العالمي، وتم تكريمها وإدراجها في برنامج اليونسكو لتسليط الضوء على إرثها الثقافي والعلمي

عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي: تم إدراجه عام 2005م. يعتبر الفراهيدي أحد أبرز علماء اللغة العربية في التاريخ، وقد ترك أثرًا كبيرًا في تطوير علوم اللغة.

 الخليل بن أحمد الفراهيدي هو واحد من الشخصيات العمانية البارزة التي تركت أثرًا وبصمة في صنوف العلم والمعرفة. وُلد في بلدة ودام على ساحل الباطنة المطل على بحر عمان في عام 100 هـ، في زمن الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز. يُعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي أول من ابتكر التأليف المعجمي، حيث حصر فيه لغة العرب وألفاظها. وقد وضع أساس علم النحو باستخراج مسائله وتعليلاته، كما ارتبطت شهرته بعلم العروض، حيث نجح في تحديد أشعار العرب في بحورها.

تم إدراج الخليل بن أحمد الفراهيدي في برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا في دورتها الثالثة والثلاثين في عام 2005م، وهو أول شخصية عمانية تدرج في هذا البرنامج. من أهم مؤلفاته كتاب "العين" الذي رتب فيه الكلمات على مخارج الحروف، بادئًا بحرف العين الذي سمي به. كما ألف كتاب "فائت العين"، وكتاب المنظومة النحوية الذي يضم 293 بيتًا صاغها على وزن عروضي يسمى "بحر الكامل التام" الصحيح العروض والضرب. وضمت هذه المؤلفات الكثير من أبواب النحو العربي وتركت القليل منها، وقد تناول فيها أمورًا نحوية كثيرة بأسلوب سهل وغير معقد.

وقد ألف الخليل بن أحمد الفراهيدي أيضًا كتاب "النغم" الذي يعزز معرفته بعلم الموسيقى بشكل شامل، وكتاب "الإيق

اع" الذي يعد ثمرة ثقافته الموسيقية. وفي كتابه "العروض"، قام بتوثيق أوزان الشعر والدوائر العروضية التي ابتكرها. وفي كتابه "النقط والشكل" ذكر ما ابتكره في مجال النقط والشكل من ابتكارات فريدة. ومن بين مؤلفاته أيضًا كتاب "الشواهد" الذي يحتوي على بعض الشواهد التي سمعها من الأعراب، وكتاب "العوامل" الذي يتناول العوامل النحوية. كما ألف كتاب "الجمل" الذي يتناول أحوال الجملة العربية في النحو، وكتاب "المُعَّمى" في الألغاز.

توفي الخليل بن أحمد الفراهيدي عام 175 هـ، ورحمه الله رحمة واسعة

 

الطبيب والصيدلاني راشد بن عُميرة الرستاقي: تم إدراجه عام 2013م. يعتبر الرستاقي شخصية مؤثرة في مجال الطب والصيدلة، وقد قدم إسهامات كبيرة في تطوير الممارسات الطبية

 الطبيب راشد بن عميرة هو شخصية عمانية بارزة ومؤثرة في مجال الطب والصيدلة. تم إدراجه في برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية والشخصيات المؤثرة في دورتها السابعة والثلاثين في عام 2013م. وقد تم اعتباره أحد أبرز الشخصيات العمانية المؤثرة في مجال الطب والصيدلة.

راشد بن عميرة كان طبيبًا ماهرًا ومتميزًا في مهاراته الطبية. استطاع علاج العديد من الأمراض الصعبة، وبسبب نجاحاته انتشر صيته وأصبح مرجعًا للمرضى من كل حدب وصوب. لم يكتف بممارسة الطب فقط، بل قام أيضًا بتعليم الطب وتأليف الكتب في هذا المجال. بالإضافة إلى خبرته الطبية، كان راشد بن عميرة فقيهًا وأديبًا وشاعرًا، واستخدم هذه المواهب في تعليم الطب وتأليف الوصفات الطبية.

أحد أهم مؤلفاته هو كتاب "منهاج المتعلمين"، وهو عبارة عن جواب لابنه عميرة يحتوي على معلومات عن العديد من الأمراض وطرق علاجها. كما اشتمل على فصول تتناول الأمراض المختلفة مثل أمراض القلب والمعدة والنخاع والرئة والرحم والمثانة والثديين والكلى والعين والأنف والأذن والظهر والكبد والطحال والمرارة.

ومن بين مؤلفاته الأخرى، كتاب "فاكهة ابن السبيل" وكتاب "مختصر فاكهة السبيل" الذي يحتوي على وصفات علاجية للعديد من الأمراض. كما له كتاب "مقاصد الدليل وبرهان السبيل" وكتاب "زاد المسافر في الطب"، إضافة إلى منظومات ومخطوطات أخرى تتناول تشريح جسد الإنسان وأعضائه.

راشد بن عميرة عاش في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر. وقد كانت فترة حياته تقع في نهاية دولة بني نبهان، وتحديدًا بين عامي 549 هـ و 1034 هـ الموافق 1154-1624م.

إرثه الثقافي والعلمي العظيم في مجال الطب والصيدلة يظل حتى اليوم، ومخطوطاته ومؤلفاته تمثل كنوزًا تنتظر من يجتهد ويثابر في تحقيقها لتعود للنور وتعود للاستفادة منها في مجال الطب والعلوم الصحية.

 

الطبيب والفيزيائي أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي (ابن الذهبي): تم إدراجه عام 2015م. يُعتبر ابن الذهبي شخصية مهمة في مجال الطب والفيزياء، وقد قدم إسهامات كبيرة في فهم العلوم الطبية والفيزيائية.

أبو عبدالله محمد بن عبدالله الأزدي، المعروف بــابن الذهبي، هو طبيب وفيزيائي عماني، توفي في بلنسية بديار الأندلس في جمادى الآخرة سنة 456 هـ (مايو 1064م). تم إدراجه ضمن الشخصيات المؤثرة عالميًا في أعمال الدورة 38 للمؤتمر العام لليونسكو في عام 2015.

يُعتبر كتابه "الماء" أحد أهم مؤلفاته، وهو عبارة عن معجم طبي لغوي يكشف عن عالم اللغة والطب في آن واحد. يُعد هذا المؤلف عملاً استثنائيًا في مجاله، حيث جمع ببراعة بين فنون الطب وعلوم الصيدلة، ونجح في معالجة الأمراض العضوية والنفسية والعقلية على حد سواء.

كان لابن الذهبي السبق في فكرة تبديل دم الإنسان بالأغذية، وذكر في بعض المواد بدائل الطب المتداولة في عصره، مثل الرقية والاستشفاء بالقرآن واستفادة علم النجوم. وقد ذكر في كتابه بصراحة مرض السرطان في تلك الأزمنة البعيدة جدًا، مما يدل على سبقه العلمي. كما جاء بفكرة تبديل الدم قبل أكثر من ألف عام، مما يشير إلى تفوقه على أطباء زمانه.

إن مساهمات ابن الذهبي في مجال الطب والفيزياء تُعد مبادرة ومبتكرة، وقد ترك أثرًا بارزًا في عالم الطب والعلوم الصحية.

 

الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي: تم إدراجه عام 2015م. يعتبر السالمي موسوعيًا ومصلحًا اجتماعيًا بارزًا، وقد ساهم في إثراء المعرفة والثقافة العمانية.

 

الشيخ العلامة نور الدين عبدالله بن حميد السالمي هو شخصية عمانية مؤثرة في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية في عُمان. تم تصنيفه مؤخرًا من قبل اليونسكو ضمن الشخصيات المؤثرة في العالم في دورتها الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام في عام 2015م.

كان الشيخ السالمي موسوعيًا عمانيًا، حيث أثرى المكتبة العُمانية والعربية بالعديد من المؤلفات في مختلف المجالات، مثل أصول الدين، والفقه وأصوله، والحديث، وعلوم اللغة العربية، والتاريخ، وغيرها. وقد تميز في كتاباته بقدرته على جمع بين العقل والنقل، ومراعاة التيارات المختلفة في عصره. وقد استفاد من كتب الفرق المختلفة، واستعان بأصول الفقه التي تجمع بين آراء المذاهب والاتجاهات المختلفة.

إن إسهامات الشيخ السالمي في المجالات المذكورة تُعد مساهمة كبيرة ومتعددة الجوانب، ولهذا تم اعتباره شخصية مؤثرة ومهمة في عُمان والعالم.

 

الشاعر العماني ناصر بن سالم الرواحي (أبي مسلم البهلاني): تم إدراجه عام 2019م. يُعتبر الرواحي شاعرًا بارزًا في الأدب العماني، وقد تميز بأسلوبه الشعري الفريد وقصائده الجميلة.

ناصر بن سالم الرواحي، الملقب بأبي مسلم البهلاني، هو شاعر عماني تم ادراجه ضمن الشخصيات المؤثرة عالميًا بمناسبة مرور مئوية وفاته. وافته المنية في عام 1920م. تم اختياره نظرًا لكونه شاعرًا ورائدًا لصحافة المهجر في زنجبار، وتجاوز تأثيره حدود الوطن ليصل إلى أجزاء كثيرة من الوطن العربي وشرق إفريقيا. وبهذا يحتفظ اسمه كشاعر عمان الكبير في قائمة المبدعين العالميين.

نشأ أبو مسلم وتربى في منطقة وادي محرم، وتلقى العلم من والده العلامة القاضي سالم بن عديّم البهلاني الرواحي، وكان يتردد على محمد بن سليم الرواحي في بلدة السيح بوادي بني رواحة لتعلم مبادئ علوم العربية. بعد ذلك اعتمد على نفسه في استكمال التعلم وتأثر كثيرًا بسعيد بن خلفان الخليلي وتلقى تعليمًا علميًا في زنجبار ساعده في القراءة والمطالعة. انتقل إلى زنجبار مع والده في عام 1295هـ (1878م).

شغل أبو مسلم منصب القضاء في زنجبار وأصبح رئيسًا للقضاة هناك وكان قريبًا من عدد من سلاطين زنجبار. وبجانب القضاء، أسس حلقة لتعليم اللغة العربية والفقه وخرج منها العديد من الفقهاء والأعلام.

لقد اهتم أيضًا بالتأليف وترك العديد من المؤلفات، بما في ذلك كتابه في العقيدة المعروف بـ "العقيدة الوَهْبِيَّة"، وكتاب "اللوامع البرقية في رحلة مول

انا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الإفريقية الشرقية". وكتب أخرى في المولد النبوي والأذكار والأدعية.

من بين آثاره المعروفة التي ذكرت هي كتاب "ألواح الأنوار وأرواح الأسرار" وكتاب "جواهر الأنوار وأرواح الأسرار". ومع ذلك، يوجد بعض الكتب التي لم يتم طبعها أو ما زالت مخطوطات.

بهذه الأعمال والآثار، أثبت أبو مسلم البهلاني قدراته الفائقة وإمكاناته العالية، وأسهم في إثراء الأدب والمعرفة العربية والعمانية.

 

 

الملاح العماني أحمد بن ماجد: تم إدراجه عام 2021م. يُعتبر بن ماجد من أبرز الملاحين التاريخيين في عمان، وقد قام برحلات استكشافية بحرية ملحمية وساهم في توسيع المعرفة الجغرافية.

 أحمد بن ماجد السعدي، الملقب بـ "أسد البحار"، هو ملاح وعالم بفنون البحر. وُلد في عام 1421م وتوفي في عام 1500م. تلقى تعليمه الأول من والده الذي كان ربانًا بحريًا، واستفاد أيضًا من دروس عدة ربابنة وشهد حلقاتهم ومناظراتهم على متن السفن في الموانئ العمانية.

يُعتبر أحمد بن ماجد واحدًا من أشهر الملاحين في المحيط الهندي، وكان له دور كبير في تطوير الملاحة وتاريخها عند العرب. قام بابتكار الإبرة المغناطيسية، المعروفة بالبوصلة، والتي تُستخدم في تحديد اتجاهات الرحلات البحرية. انتشرت مؤلفاته في المكتبات العربية والأوروبية، وتُرجمت إلى عدة لغات، وأسهمت في تطوير أساليب الملاحة الحديثة في أوروبا.

لقد ترك أحمد بن ماجد آثارًا علمية عديدة في علوم البحار، حيث تجاوزت 40 كتابًا ومنظومة. من بين أهم أعماله كتاب "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد"، والذي يحتوي على فوائد جامعة في علم البحر والإرشاد الملاحي. كما له مؤلفات أخرى مهمة مثل "الأرجوزة التائية" و"الأرجوزة السفالية" و"الأرجوزة المعلقية".

تعتبر مؤلفاته مرجعًا هامًا في مجال الملاحة والعلوم البحرية، وقد ترجمت ونشرت في العديد من اللغات. تظل إسهاماته في تطوير الملاحة وإثراء المعرفة البحرية حتى اليوم ذات أهمية كبيرة.

 

 

المصدر :: موقع عمان التعليمية https://www.oman-edu.com

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات