قصيدة في وصف النيل
بين يدي النص:
كانت علاقة الإنسان بالطبيعة تقوم على ( الرغبة والرهبة) ، رغبة فى
.هاورهبة من شرها . من هنا يفتتح النص مجراه ليرسم حدود تلك
لعلاقة ، علاقة البداية ، لكنها حتما لن تكون علاقة النهاية ، ما دام
لإنسان لا يكل من البحث عن الحق والخير والجمال ...
تصنيف هذه الأبيات في ما يسميه النقد القديم باب الوصف إلا أنها لا تتخذ من الموصوف
( النيل) بجالا لتقصي ملامحه وصفاته كهدف أولي ونهائي ، وإنما تتعدى ذلك إلى إبراز لا محدودية الخير
والعطاء الذي يقدمه النيل ، مما دفع المصريين القدامى إلى مقابلته بالتقديس والعبادة. ومعنى اخر فإن
الشاعر لم يكن همه إظهار براعته ف الوصف، وإحالة الموصوف إلى بمجموعة من الصفات التي تلتقي معه
فحست، ولكنه كان يهدف كذلك إلى توظيف تقنيات أخرى ( لغوية وأسلوبية ) للغوص في أعماق تلك
التجربة التي أقامها الإنسان القديم مع الطبيعة.
لقد نظر الإنسان القديم إلى الطبيعة نظرة خوف ورجاء ( خشية وتعلقا ) ، وعبد الكثير من مظاهرها
المختلفة. إن الهالة القدسية التي أضفاها الإنسان على مختلف الأشياء الطبيعية ، والطقوس التي كان مارسها
كجزء من حياته اليومية ، إنما تعبر عن شقائه في رحلة بحثه عن السعادة والخير ، وتعكس تلك العلاقة
البدائية التي أقامها مع الطبيعة ( المقدس ) الي يقدم لها القرابين والتعاويذ والشعائر طلبا لخيرها واتقاء
لشرها .
عندما نبحث عن بعض الجوانب الأسلوبية في الأبيات فإننا نكتشف بسهولة سيطرة معجم الطبيعة-
على مستوى الأسماء والأفعال - الذي يحيل إلى كل معاي الخصب والحياة ( تتدفق ، تغدق ، فجرت ،
الجنان ، جداولا ، تترقرق ، عين ، مزنة ... ). كما نلاحظ أن الأفعال المضارعة لها حضور مكثف ، بمما
يدل على التجدد والاستمرار لهذه الحياة ( النيل ) ، ( تسعة وعشرون فعلا في سبعة عشر بيتا ) كما تشير
معانيها التي تدل على الغزارة والكثرة ( تتدفق ، تغدق ، تترقرق ، تفيض ، تفهق ... ) إلى الخير والخصب
والنماء :
النيل الخصوبة والكثرة والاستمرار ( الأفعال الخصوبة والكثرة والاستمرار ) ، وهناك ظاهرة
، وهي ظاهرة الاستفهام التي تكررت ثمان مرات فى
أخرى تنبني عليها شعرية النص من الناحية الجمالية
الأبيات (١ ٤ ) ، وهذا التكرار اللافت له دلالته أيضا ، إن النيل أحد أسرار الطبيعة التي تحيل إلى العجيب
والمدهش ، تمعنى أنه يبعث على التعجب والدهشة بسبب جريانه الذي لا يتوقف ، وصموده في وجه
الدهر قوة تبعث الحياة لتقاوم الموت ، والخير ليقاوم الشر ، والخصب ليقاوم القحط ، والجدة
لتقاوم البلى ...
--
الوحدة الثانية :
الدرس الأول: النصوص الأدبية: من الأمثال العربية / أبو الفضل الميداني.
بين يدي النص:
المثل هو قول موجز بليغ يضرب في حادثة ، ويستعاد في حوادث
أخرى متشابهة . وكل شعب له أمثاله الخاصة التي تكونت عبر تاريخه
الطويل والتي يمكن أن تنتقل إلى الشعوب الأخرى ، وتعد الأمثال مادة
"تعكس حياة الأمم وعاداتها وثقافتها .
0 تعليقات
أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق