اختلاف رؤية هلال ذي الحجة وصوم يوم عرفة

 اختلاف رؤية هلال ذي الحجة وصوم يوم عرفة
توضيح سماحة الشيخ العلامة أحمد الخليلي

 

 من المعلوم أن رؤية الهلال تتفاوت
وقوعا وإمكانا باختلاف البلدان ومطالعها
عزا هذا الحكم إلى رسول الله ، فقد أخرج الإمام مسلم في «صحيحه»
وأصحاب السنن عن كريب مولى ابن عباس قال: «أرسلتني أم الفضل بنت


الحارث والدة عبد الله بن عباس إلى معاوية بالشام فاستهل علي هلال
رمضان وأنا بالشام. فلما قضيت حاجتها ورجعت إلى المدينة سألني ابن
عباس فقال لي: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه ليلة الجمعة، فقال: أنت
رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية، فقال: ولكنا رأيناه
ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نرى الهلال. فقلت: أوما
تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال لا . هكذا أمرنا رسول الله صل الله.

 

المسألة ليست من المسائل التي كلفنا الشارع بجعلها في زمان واحد
في جميع الأقطار حتى يقال كيف يعقل.
اذا وصل وقت الغروب في مراكش وهو الساعة السادسة كانت الساعة
إذاك في تونس ٧ و ١٢ دقيقة ليلا وفي بومباي بالهند ا1 و ٢٣ دقيقة
ليلا وفي طوكيو باليابان ٣ و O دقيقة بعد نصف الليل وفي هاواي ٨ و
٢ دقيقة صباحا وفي نيويورك ا و ٣0 بعد الزوال، فكيف مع هذا يمكن
الاتحاد إذ مقتضى لفظ الاتحاد هو الاتفاق في الابتداء والانتهاء.

 

كون الحج عرفة لا يدل على أن الناس في الآفاق عليهم أن يعولوا
على رؤية هلال ذي الحجة في البلد الحرام، وقد فسره رسول الله
صلى الله عليه وسلم بما يدل على أن المراد به أن من أدرك الوقوف
بعرفة ولو ساعة سواء كان قبل غروب الشمس في يوم عرفة أو بعد
مفيبها في ليلة جمع لم يفته الحج بخلاف ما إذا أتى عرفات بعد فجر
يوم النحر. فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: سمعت النبي يقول:
«الحج عرفة من أدرك عرفة ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك
الحج... إلخ». رواه الترمذي وأبو داود

 

 












 

إرسال تعليق

0 تعليقات