قلعة نزوى، التي تقع في قلب مدينة نزوى العمانية، تُعد واحدة من أبرز المعالم التاريخية في السلطنة. يعود تاريخ بنائها إلى منتصف القرن السابع عشر الميلادي، حيث أمر الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي بتشييدها، واستغرق بناؤها حوالي 12 عامًا. هذه القلعة ليست مجرد تحفة معمارية فحسب، بل كانت ولا تزال رمزًا للقوة والمقاومة ضد المستعمرين، حيث لعبت دورًا حاسمًا في حماية المدينة وأهلها من الغزاة، خاصة خلال فترة الاستعمار البرتغالي.
أهم ما يميز قلعة نزوى هو تصميمها الهندسي الفريد الذي يعكس الذكاء العسكري الذي استخدم في بنائها. يبلغ ارتفاع القلعة حوالي 34 مترًا، بينما يصل قطرها إلى 45 مترًا، وهي مبنية من الحجارة والجص العماني المعروف بـ"الصاروج". كما تحتوي القلعة على العديد من الفتحات الدفاعية المصممة خصيصًا لإطلاق المدافع، وكانت هذه الفتحات تُستخدم خلال المعارك التي خاضها العمانيون ضد المستعمرين البرتغاليين. ولزيادة تعقيد النظام الدفاعي، تم بناء ممرات وسلالم ضيقة تؤدي إلى أعلى القلعة، مما يزيد من صعوبة اقتحامها على الأعداء. هذه الممرات ليست مجرد مداخل عادية، بل تم تزويدها بمصائد مخفية لاستخدام مواد مثل الماء والزيت الحار ضد الأعداء
من الداخل، تعتبر قلعة نزوى بمثابة مدينة صغيرة متكاملة. تضم العديد من الغرف والمرافق التي كانت تخدم الحياة اليومية للسكان. يمكن للزائرين استكشاف السجن القديم، مخازن التمور، والآبار، إلى جانب ورش الحرف التقليدية التي كان العمانيون يمارسونها منذ قرون، مثل صناعة الفضة والنحاس، والسعفيات، والأقفال. هذه الغرف والأدوات تعطي لمحة واضحة عن الحياة اليومية في تلك الحقبة الزمنية
لم تكن القلعة مجرد حصن للدفاع فحسب، بل كانت مركزًا علميًا وثقافيًا أيضًا. فقد كان العلماء والشيوخ يقيمون دروسًا وحلقات علمية داخل الحصن، وكانت المكتبة التابعة للقلعة تحتوي على العديد من الكتب والمخطوطات الهامة. علاوة على ذلك، كان الحصن مقرًا لاستقبال الضيوف والمبعوثين الذين يأتون لزيارة الإمام. ومن بين المرافق المهمة التي كانت داخل القلعة غرف الصلاة وغرف النجوى التي كانت مخصصة للمحادثات السرية بين الإمام وأعوانه
اليوم، أصبحت قلعة نزوى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في عمان. فهي ليست فقط موقعًا تاريخيًا، بل تُعتبر مركزًا ثقافيًا يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم. يُقام داخلها معارض دائمة تُظهر تفاصيل الحياة العمانية التقليدية، وتتيح للزوار فرصة التعرف على التراث الثقافي والحرفي للبلاد. عند زيارتك للقلعة، يمكنك أن تشاهد النخيل والواحات التي تحيط بها، وتستمتع بجمال المشهد الطبيعي الذي يمتد على طول النظر
رأي الطالب :
تُعد قلعة نزوى أكثر من مجرد موقع أثري؛ إنها رمزٌ للصمود والتاريخ العماني العريق، ومركزٌ للحياة الاجتماعية والثقافية في العصور الماضية.
المصدر :
موقع عُمان التعليمية oman-edu.com
0 تعليقات
أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق