شرح درس مغامر عماني في ادغال افريقيا

 المؤنس للصف الثاني عشر الفصل الدراسي الثاني -- 

المحور الثالث: ( أدب السيرة الذاتية)

- عهد الطفولة طه حسين السيرة الذاتية الأيام

 شرح درس مغامر عماني في ادغال افريقيا  

لحمد بن  محمد المرجبي


 





























 جو النص: ا ا لنص سرد لأحداث وقعت للكاتب ولذلك ينتمي إلى جنس السيرة الذاتية ويمكن استخراج الأدلة على أنه من السيرة من خلال:
أ – ذكر الأماكن [ مريما – أوروري – زنجبار ] وكلها أماكن توجد في البر الأفريقي .
ب- ذكر بعض القبائل [ كينيا مويزي – وازارامو ] وهذا يؤكد أن الأحداث وقعت فعلاً وأنها حدثت في أماكن معروفة من شرق أفريقيا .
ج- استعمال ضمير المتكلم ( أنا ) فالكاتب يتحدث عن نفسه ويروي تجربته القاسية في هذه الأماكن المخيفة من أدغال أفريقيا.
يروي المغامر سيرته الذاتية ويصور بعض الملامح الاجتماعية والحضارية لهذه القارة من ذلك :-
1- انتشار المجاعة والفقر والحاجة في هذه القارة في ذلك العصر.
2- امتداد الوجود العماني في هذه المناطق البعيدة مما يؤكد قدرة الإنسان العماني ودروه في إخضاع هذه الجموع فالسيرة الذاتية لا تصور مغامرة الفرد فقط بل تنفتح لتنقل لنا مظاهر الحياة الاجتماعية من ذلك علاقة المغامر بالقبائل وعلاقته بحماليه وما يقدمه .
في هذه السيرة تصوير لجوانب من حياة العمانيين في شرق أفريقيا وتؤكد الدور الذي قام به الإنسان العماني في هذه المناطق البعيدة من القارة ويبدو الغرض من النص واضحاً فهو لا يكتفي بتصوير حياة شخص بل يصور الحياة في أفريقيا [المأكل – السلوك – طبيعة العلاقة بين الناس].
.................................................. ..................................

1 ـ استعدادات تيبوتيب للسفر :

كانت المجاعة متفشية في ساحل مريما عبرنا طريق (أوروري) باستخدام رجال من قبيلة (كينيا مويزي) ، الذين رفضوا عبور الطريق مما اضطرني إلى مفاوضة قبيلة (وزارامو) المعروفين بأنفتهم من الاستخدام لكنهم قبلوا لما عانوه في الفترة الأخيرة من الجوع والتعب . عمل عندي سبعمائة رجل ، غادرنا بتجارتنا زنجبار .
كان طعام الحمالين الذرة التي نفدت في الطريق مما جعل الحمالين يقاسون ضغط الأحمال على بطون خاوية . وما إن وصلنا الى مكامبا حتى اشتريت مؤونة تضمن عدم نقص التغذية على الحمالين مرة ثانية . وزعت المؤونة لكل شخص ما يكفيه مدة سنة أيام واحتفظت بالكمية المتبقية .في اليوم المضروب للسفر لم أجد الحمالين فقد تفرقوا في القرى المجاورة ، وقد هالني الأمر إذ لم أجد أحدا البتة . بعثت إلى أخي محمد بن مسعود الوردي وأمرته أن يلحقني ببندقيتي وملابسي وبمجموعة من الخدم ... وبعد ساعات قليلة كانت لدي قوة من السلاح والرجال ، وفي الصباح توجهت إلى قرية الحمالين ، وجمعت كبار السن بها وأقارب الحمالين فبلغوا على الجملة مائتي رجل . ضرب أهل القرية طبولهم للتجمع فجاء الحمالون الذين رأوا ما صنعت فأظهروا لي الطاعة وعادوا معي . واصلت الطريق لتجميع الحمالين فجمعت ثمانمائة رجل . لقد لقبوني بعد هذه العملية بـ (كينجوجوا) أي الضبع الأرقش ذلك الوحش الذي ينقض خاطفا هنا وهناك . وأطلقوا لقب (كومبا كومبا) على أخي وهو لقب يطلق على الشخص الذي يفتك بكل أحد ..

معاني المفردات:

المجاعة:عام الجدب(ج:مجائع .متفشية : من فعل (تفشى) : منتشرة ،متسعة .أنفتهم : من (أنف) الشيء : تنزه عنه وكرهه(أي : عزتهم وحميتهم) عبرنا:قطعنا.اضطرني:ألجأني وأحوجني ونكشف عنها في مادة( ضرر) .خاوية : من (خوى) الشيء : خلا وفرغ مما كان فيه .يقاسون : من (قاسى) الأمر : كابده وعالج شدته .مؤونة : قوتنفدت : نفد الشيء نفداً ونفاداً : فنى و ذهب .اليوم المضروب : من فعل (ضرب) : حدد وعيّن .هالني : من فعل (هال) ، نقول هال الأمر فلاناً هولاً : أفزع .الأرقش : لون فيه نقوش أو اختلاط الألوان من كدرة وسواد وغيرهما .يفتك : من فعل (فتك) : أهلك .

الشــرح:

المقطع الأول نجد بعض الإشارات إلى طبيعة العلاقة بين المغامر وعُماله فهي علاقة غير منسجمة إذ يطعمهم الذرة ويستغل جوعهم ليفرض عليهم أعمالاً قاسية (مما يجعلهم يقاسون ضغط الأحمال على بطون خاوية) لكن المغامر العماني حريص على أن يوفر لهم الغذاء. - يحتاج المغامر العماني إلى الكثير من الحمالين ولذلك بلغ عددهم ( 700 عامل ) ويمكن تفسير هذا العدد الهائل بحاجة من يحمل الأثقال وكذلك الحاجة إلى رجال يدافعون ضد خطر القبائل الأفريقية . و يحاول صاحب السيرة الذاتية أن يتبع الأحداث وفق ترتيب منطقي فهو يقدم إشارات زمنية [ في اليوم المضروب ] دلالة على موعد الرحلة المحدد كما أنه يذكر أسماء لأشخاص حقيقيين مثلاً محمد بن مسعود الوردي لتأكيد واقعية الأحداث. وفي المقطع أيضاً تظهر لنا بعض صفات هذا المغامر ومنها التعامل الحازم والجدي فهو يريد أن يصل إلى هدفه ونجد في سلوكه إصراراً وروحاً قيادية فهو لم يستسلم أمام تفرق العمال وانفضاضهم من حوله بل استعمل وسيلة للضغط النفسي عليهم حتى يفرض عليهم العودة إلى أعمالهم [البندقية – الحزم – الرجال] تجميع الضعفاء من أهالي الحمالين في ساحة واحدة حتى لا يترك للحمالين فرصة الهروب وهذا يدل على حزم المغامر وذكائه وقدرته في التعامل النفسي مع الحمالين .
اعترف أهل القرية ببطولة هذا المغامر فأسندوا له لقب كينجوجوا دلالة على قوته وحزمه وأطلقوا على أخيه لقب كومبا للقوه والسطوة .

مواطنُ الجمال:

#( قبيلة" وازاراموا" المعروفين بأنفتهم من الاستخدام)للدلالة على الترفع ورفض الذل.
#(كانت المجاعة متفشية)للدلالة على شدة الجوع واتساع المناطق التي تعاني منه.
#( يقاسون ضغط الأحمال )تعبير يدل على المعاناة.
#(لم أجد الحمالين فقد تفرقوا في القرى )تعبير يدل على مكرهم وخديعتهم والتعبير مؤكد بـ( قد)( طلبي).
#(هالني الأمر) تعبير يدل الدهشة والمفاجأة.
#( بعد ساعات قليلة كان لديّ قوة من السلاح والرجال) تعبير يدل على الاستعداد لإعادة الحمّالين إلى عملهم ولو بالقوة إذا اقتضت الضرورة.
#( جمعت كبار السّن بها وأقارب الحمّالين ) تعبير يدل على الدهاء والذكاء؛وذلك ليجعلهم وسيلة ضغط على الحمالين كي يعودوا معه.
#(ضرب أهل القرية طبولهم للتجمع فجاء الحمالون) للدلالة على عودة الحمالين، ونجاح الخطة التي وضعها وهي احتجاز كبار السن وأقارب الحمالين.
#( عادوا معي وأظهروا لي الطاعة ) تعبير يدل على عودتهم ورضاهم.
#(بكينجوجوا أي الضبع الأرقش ) للدلالة على قوة الانقضاض والخطف.
#( ولقبوا أخي بلقب(كومباكومبا ) للدلالة على الاغتيال والقتل والفتك.

المناقشة :

س1:من أين حصل تيبوتيب على الرجال الذين استخدمهم للسفر معه ؟ / س2:كم عدد الرجال الذين استخدمهم تيبوتيب ؟
س3: ما الدافع وراء رحلة تيبوتيب ؟ / س4: ما سبب تفرق الحمالين وهروبهم من تيبوتيب ؟
س5: ما الطريقة التي اعتمدها تيبوتيب لاستعادة العمال الذين تفرقوا في القرى المجاورة ؟
س6: أذكري اللقب الذي أطلق على تيبوتيب ، وماذا يعني ؟ /س7: ما اللقب الذي أطلق على أخ تيبوتيب ؟ وما معناه ؟
.................................................. ......................

2 ـ محاولات منع تيبوتيب من المسير إلى سامو .

ذهبنا أنا والأخ محمد بن مسعود الوردي وبشير وعبدالله ابنا حبيب بن بشير الوردي وعمي والعديد من إخواننا ومن معنا من الأتباع الذين يبلغون ثلاثين رجلاً . كنا مسلحين بالبنادق .... لذا قررت مواصلة المسير الى
(ايتاوا) خلف بحيرة (تانجانيقا) حيث تسكن قبيلة (السامو) حاول الحمالون ثنيي عن الذهاب قائلين : لا تذهب الى (السامو) صحيح أن لديه الكثير من العاج ولكنه لا يؤتمن . لقد قتل أعداداً كثيرة من العرب والعبيد ، ربما كان يخدعهم برؤية العاج وبضائع أخرى ثم ينقض عليهم ... إنك تحمل نفسك وبضاعتك إليه .
وجدنا أحد المعمرين العرب واسمه عمر بن سعيد الشقصي الذي قال لنا ناصحاً : لا تذهبوا إلى أرض (السامو) فمنذ أعوام ذهبت هناك برفقة محمد بن صالح النبهاني وحبيب بن حمد المعمري وآخرين من العرب والأتباع من سكان الساحل ، لقد هوجمنا ونهبت بضاعتنا ، بل إن بعضنا قد قتل ... أرى أنه من الحكمة أن تبقوا هنا حيث يمكنكم الحصول على قدر من العاج .
لم نأخذ بنصيحته وواصلنا المسير الى أرض أرونجو حيث عبرنا نهراً عظيماً يشكل حاجزاً طبيعياً مارين بعدد لا يحصى من القرى

معاني المفردات:

ينقض : يهجم .المعمرين : الكبار في السن ( عاشوا فترة طويلة من الزمن ) .لا يؤتمن : لا يمكن الوثوق به .قدر : مقدار .ثنيي : ثنى فلاناً عن كذا : صرفه عنه .نهبت : (نهب) الشيء نهباً : أخذه قهراً .

الشــرح:

ذهبنا أنا والأخ : في هذا المقطع تكثيف أسماء الأشخاص العمانيين [ محمد الوردي – بشير الوردي – حبيب ] وهذا يشير إلى واقعية الأحداث وحدوثها تاريخياً .... ومن ملامح هذا المقطع :- التأكيد على حمل السلاح [ كنا مسلحين ] لأن الرحلة تحفها المخاطر من كل جوانبها فهي تحتاج إلى وسيلة دفاع
وفي هذه الفقرة تتجلى روح المغامرة لهذا البطل العماني من خلال :
1- إصراره على مواصلة الرحلة رغم تحذيرات المرافقين ونصائح ذلك المُعَمِـر [ المتقدم في السن ] فهو
لا يعترف بالتراجع وهو مُصِرٌ على مواصلة رحلته مهما كانت النتائج وهذه مغامرة شجاعة .
2- المغامر لا يواجه عدواً واحداً بل أعداء متعددين من ذلك القبائل المشهورة بالغدر.
3- الطبيعة القاسية وعبور الأنهار المجهولة [ خلف بحيرة تانجانيفا ] وتانجانيقا هي تنزانيا الآن [ عبرنا نهراً عظيماً يشكل حاجزاً ] /// سامو : قبيلة خطيرة تقيم في أماكن مرعبة ومخيفة في أدغال أفريقيا ويتأكد ذلك من خلال أقوال الحمالين [ لقد قتل أعداداً من العرب ] .
كلام المعمر [ أري أنه من الحكمة أن تبقوا هنا حيث يمكنكم الحصول على قدر معقول من العاج ] فهذه النصائح تؤكد خطورة المكان الذي يتوجه إليه المغامر لكنه أصر بإرادة صلبة على مواصلة الرحلة ( قوة – شجاعة – جرأة ) .
- نكتشف في هذا المقطع أيضاً الغاية من الرحلة فهي رحلة من أجل الثروة والمال [ جمع العاج – الحصول على كميات هائلة من العاج ]

مواطنُ الجمال:

#( ذهبنا أنا والأخ محمد بن سعيد الوردي وبشير وعبدالله ابنا حبيب الوردي...ومن معنا من الأتباع الذين يبلغون ثلاثين رجلا) للدلالة على حسن اختيار المعاونين المخلصين والاستعداد لما قد يحدث من مفاجآت.
#( كنا مسلحين بالبنادق) للدلالة على الاستعداد التام.
#( قررت مواصلة السير إلى (إيتاوا)خلف بحيرة(تانجانيفا)حيث تسكن قبيلة (السامو) ) للدلالة علىتفرده باتخاذ القرار وثقته في نفسه.
#( حاول الحمالون ثني عن الذهاب) للدلالة على نصحهم لهم.
#("السامو" لديه كثير من العاج لكنه لا يؤمن)للدلالة على كثرة مكره وغدره وخديعته لكثير من الناس.
#(لقد قتل كثيرا من العرب والعبيد) لتأكيد مكره وغدره وخديعته.
#( كان تخدعهم برؤية العاج والبضائع الأخرى ثم ينقض عليهم )للدلالة الخديعة والمكر والاستدراج.
#(إنك تحمل نفسك وبضاعتك إليه) تعبير يحمل معنى النصح من الحمالين ل( تيبوتيب) ويدل على أنه سيغامر بنفسه وبضاعته مغامرة خاسرة وسيعرض نفسه للخطر.
#(وجدنا أحد المعمرين العرب اسمه(عمر بن سعيد الشقصي)) الذي نصحنا قائلا: لا تذهبوا إلى أرض السامو): تعبير يدل على النصح والإرشاد.
#( ذهبت برفقة محمد بن صالح النبهاني وحبيب المعمري وآخرين...هوجمعنا ونهبت بضاعتنا...بل إن بعضنا قتل) تعبير يدل عدر السامو وخديعته، وتاليد لـ" تيبرتيب" كي لا يغامر بنفسه ويذهب إلى أرض "السامو"
#( لم نأخذ بنصيحته وواصلنا المسير إلى أرض"أرونجو") تعبير يدل على الإصرار والتحدي والشجاعة .
المناقشة :
س1:من صحب تيبوتيب في رحلته ؟ / س2:"رغم كل التحذيرات فإن تيبوتيب قد أصر على الذهاب إلى أرض السامو " علام يدل ذلك ؟
س3:لم أصر تيبوتيب على الذهاب لمواجهة السامو رغم كل المخاطر ؟ / س4:اذكري بعض الأدلة على وحشية السامو؟
.................................................. ......................

3 ـ استقبال السامو للمغامرين .

بلغنا في صباح اليوم التالي مشارف قرية (السامو) ، صعدنا تلة صغيرة فبدت القرية في الجانب الآخر عظيمة جداً . استقبلنا بعض حاشية (السامو) وأخذونا للقائه . وجدناه طاعنا في السن . أخذوه محمولاً على محفة فأرانا كميات عظيمة من العاج مخزونة في منزل كبير . وفي صباح اليوم الموالي بعث إلينا خدمه يدعونا إلى قريته . فتوقعنا أننا سنحصل على بغيتنا من العاج ، ولكن الحقيقة التي لم تكن لتفوتنا هي أن (السامو) جهز جنوده للانقضاض علينا ...
معاني المفردات:
حاشيةالسامو :الأهل والخاصة .طاعنا في السن ) طعن في السن ) شاخ وهرم محفة : هودج لا قبة له / بغيتنا : مرادنا و مطلوبنا.الانقضاض:الهجموم المباغت.

الشــرح:

بلغنا في صباح اليوم التالي: تسجيل مختلف مراحل الرحلة وتأكيدها بإشارات زمنية.
- صعوبة الرحلة: تمثلت في: امتدت أكثر من يوم.
- خطورة المكان , وطبيعة قساوته : صعدنا تله صغيرة , والقلة : ما أرتفع من الأرض جمعها : تلال .
لقائهم بالسامو : استقبالهم كان من قبل حاشية السـامو تمهيداً للقائهم بقائدهم والذي كان طاعنّا في السن : أي كبيراً في السن وهذا يدل على : خبرة وحنكة وتجربة .
يبدو دهاء السامو بأنه أغرى هؤلاء المغامرين بكميات من العاج مهولة حتي يكون الإيقاع بهم سهلاً فكان هذا العاج طعماً أراد أن يصيد به هؤلاء لكن المغامر العماني كان فطناً ومتوقد الذهن وعارفاً بما يبدو في ذهن السامو وما يدور في نفسيته من مكائد [ ولكن الحقيقة التي لم تكن لتفوتنا هي أن السامو جهز جهوده للانقضاض علينا وهذه الفطنة جعلت المغامرين مستعدين مادياً لمواجهة الغدر .....]

مواطنُ الجمال:

#(استقبلنا بعض حاشية السامو وأخذنا للقائه ) تعبير يدل على الخديعة والتمويه.
#( وجدناه طاعنا في السن ،أخذوه على محفة) وصف"للسامو" عند لقائهم به.
#( أرانا كميات كبيرة من العاج مخزونة في منزل كبير)تعبير يدل على الإغراء والخديعة
#( في اليوم التالي: بعث إلينا خدمه...توقعنا أننا سنحصل على بغيتنا من العاج..لكن الحقيق..هي أن "السامو" جهز جنوده للانقضاض علينا) تعبير يدل مكر "السامو" ودهائه واستدراجه لهم، وتوقعهم لما سيحدث. )
المناقشة :
س1:كيف كان استقبال السامو لتيبوتيب ورجاله؟ / س2:ما الذي كان ينتظر تيبوتيب ورجاله بعد ذاك الاستقبال ؟
.................................................. ...................

4 ـ الحرب بين تيبوتيب والسامو ونتائجها .

(كنت على رأس القيادة وفجأة أصابتني ثلاثة سهام ، كذلك أصيب أصغرنا سعيد بن سيف المعمري واثنان من العبيد واللذان فارقا الحياة مباشرة . وعلى الرغم من هذه المباغتة إلا أننا استطعنا استغلال بنادقنا المحشوة بالرصاص وفتحنا النار عليهم ، ومع تمام الساعة الثانية كانت القرية خالية إلا من العاجزين الذين عاقبهم (السامو) . إنه رجل لا يعرف الرحمة . ومع الظلام جاءت قوة جمع فيها (السامو) أتباع أبنائه من القرى القريبة . بالنسبة لي فقد كنت طريح الفراش بإصابتي ... فأعطيت أوامري لجنودنا بأن يباغتوا العدو ليلاً في أماكنهم ، فانتصرنا عليهم رغم كثرة عددهم ... وفي اليوم الثالث ظهر لنا جيش عظيم . تقدموا حتى اقتربوا من مخازنهم وهنا هجمنا عليهم هجمة واحدة ..... لم يعودوا ثانية . بعد هذه المخاطر لم يعد أحد منا يرغب في العاج. كنا خائفين لأن البلاد شاسعة جداً وسكانها كثيرون وهم أصحاب غدر . أقمنا بالقرية مدة شهر بعد أن تماثلت للشفاء من جروحي جمعت من معي عابرين النهر حيث استقبلنا أحد الزعماء استقبالاً حاراً وحدثني : الآن بعد وصولك هنا سوف أعتبرك أخص أصدقائي ، وإني أسألك أن تستوطن هذه القرية ... ومن الآن سأعرف بلقب تيبو تيب الذي أطلقه علي السكان المحليون . كان يقولون أن بندقيتي تطلق في كل الاتجاهات كبيان لمدى شدتي في الحرب ).

معاني المفردات:

فارقا الحياة: ماتا. المباغتة:المفاجأة غير المتوقعة. .يباغتوا : يهجموا فجأة المحشوة : المليئة تماثلت : قاربت شاسعه : بعيدة وواسعة ..اقتربوا من مخازنهم: بعد نصف الليل أو ساعة منه أو ضعفا .المخاطرة:المغامرة غير المحسوبة.غدر:خيانة وخديعة.تماثلت للشفاء: قاربتُ البرءَ فصرت أشبه الصحيح.استقبالا حارا:شديدا.أخص أصدقائي:أقرب أصدقائي.

الشــرح:

المــــواجهــــة : لقد صح ما يتوقعه المغامر فقد باغت السامو فريق المغامرين فأصيب الكاتب بثلاثة سهام :الاستعداد المُسبق والفطنة بالخديعة جعلت المغامر يرد رداً قاسياً على السامو [ استغلال بنادقنا المحشوة بالرصاص وفتحنا عليهم النار , خلو القرية من سكانها وهروب أفراد القبيلة ولم يبق منهم إلا العجزة...]

من صفـــات المغـــامـــر :

إتقانه لإدارة المعركة وتقديره الأمور وموازين القوى فهو يعلم أن العدو أكثر عدداً لذلك لم يترك له الفرصة كي يجمع كل قوته وبادره بهجوم شتت جمعه وهي أحسن وسيلة للدفاع هي النفس هي المبادرة بضرب العدو. [ أعطيت أوامري لجنودي بأن يباغتوا العدو ليلاً في أماكنهم] . لا تكمن صفات الجرأة والشجاعة في مواصلة الرحلة رغم مخاطرها بل أيضاً في القدرة على الانتصار بعدد قليل من الرجال . يمكن أن نصل إلى نهاية الرحلة كانت عبرة ودرساً فالثروة لا يمكن أن تُضاهي الحياة....إذ بعد انتصار المغامرين وإجلائهم لقبيلة السامو لم يحملوا العاج, إنهم عرفوا قيمة الحياة بعد مواجهة الموت فلم يعد للعاج أي قيمة تُذكر [ وبعد هذه المخاطر لم يعد أحدٌ منا يرغب في العاج ] .
- كانت رحلة العودة مختلفة عن رحلة الذهاب إلى السامو ففي العودة استطاع المغامر أن يكسر شوكة السامو ويجلب احترام القبائل الأخرى [استقبلنا أحد الزعماء استقبالا حاراً ] ومن علامات الاعتراف بالبطولة والقدرة تلقيبه بــ تيبوتيب ] وهي محاكاة صوت البندقية......

مواطنُ الجمال:

#( كنت على رأس القيادة أصابتني ثلاث سهام... )تعبير يدل على المباغتة والمفاجأة غير المتوقعة.
#( فتحنا النار عليهم )للدلالة على الشجاعة والرد.
#( في الثامنة كانت القرية خالية إلا من العاجزين الذين عاقبهم "السامو")للدلة على شدة المواجهة بين رجال "الامو" ورجال"تيبوتيب"، وقسوة معاملة السامو لرجاله. )
#( مع الظلام جاءت قوة جمع فيها"السامو" أتباع أبنائه من القرى القريبة...أعطيت أوامري لجنودنا بأن يباغتوا العدو ليلا )تعبير يدل على الشجاعة وحسن القيادة.
#( فقد كنت طريح الفراش ) تعبير يدل على مرضه وعدم قدرته على حمل السلاح.
#(ظهر لنا جيش عظيم.تقدموا حتى اقتربوا من مخازنهم وهنا هجمنا عليهم هجمة واحدة، لم يعودوا ثانية ) للدلالة على تقهقرهم وهزيمتهم.
#( لم يعد أحد يرغب في العاج ،كنا خائفين لأن البلاد شاسعة وسكانها كثيرون وهم أصحاب غدر) تعبيريدل على الخوف من غدر سكان البلاد.
#( اسقبلنا أحد الزعماء استقبالا حارا )للدلالة على سعادتهم وفرحهم.
#( اعتبرك أخص أصدقائي وأسألك أن تستوطن هذه القرية) تعبير يدل على المكافأة لما حققه.
#( والآن سأعرف ب"تيبوتيب" )للدلالة على شهرته عند السكان المحليين .

المناقشة :

1- ما الحيلة التي استخدمها السامو لخداع تيبوتيب ؟
2- كيف استعد تيبوتيب لمواجهة مكر السامو ؟
3- هل استسلم تيبوتيب بعد إصابته في الحرب ؟
4- ما النتائج التي آل إليها الحرب بين السامو والتيبوتيب ؟
5- من استقبل تيبوتيب بعد خروجه من قبيلة السامو ، وعلام يدل ذلك؟
6- من أطلق لقب "تيبوتيب " على بطل هذه المغامرة .؟ وما سبب هذه التسمية ؟

إرسال تعليق

2 تعليقات

  1. تعليقٌ عامٌ على النَّص:
    1- النص من دروس السيرة الذاتية المترجمة عن اللغة السواحلية ترجمة د/محمد المحروقي.
    2- من عناصر السيرة الذاتية في هذا النص:
    أ‌- المطابقة بين الكاتب والشخصية المحورية،مثل(عبرنا- اضطرني – عمل عندي- وزعت- جمع معي....)حيث استخدم الكاتب ضمير المتكلم المفرد والغائب.
    ب‌- النص نثري سردي، حيث يتوالى إلى السرد، مثل( في اليوم المضروب – وبعد ساعات جاء الحمالون- توجهت إلى قرية الحمالين- ذهبنا أنا والأخ....).
    ت‌- النص يعرض أحداثا حقيقية وليست متخيلة، مثل: ( بعثت إلى أخي محمد بن مسعود الوردي- ذهبنا أن والأخ محمد بن سعيد- وجدنا أحد المعمرين العرب اسمه....).
    ث‌- النص يستعيد الماضي: يستخدم السرد بصيغة الماضي، مثل ( عبرنا- وزعت- هجمنا عليهم- انتصرنا....)
    3- كان من النتائج العسكرية والتجارية لانتصار(تيوتيب) على (السامو):
    أ-ترسيخ نفوذه في البر الإفريقي ب- توطيد تجارته ج سيطرته على مصادر العاج في البر الإفريقي.

    4- تتميز شخصية(تيوتيب) من خلال النص بما يأتي الشجاعة – حب المغامرة – نزعة قيادية – الذكاء والمهارة وحسن التصرف).
    5- من سمات شخصية( السامو) من خلال النص الدهاء- المكر – الخديعة – الغدر – الخيانة – السيطرة على أموال الغير بدون حق – القسوة والشدة في معاملة من يخالف أمره – كثرة أتباعه).
    6- ومن خصائص أسلوب الكاتب: استخدام ضمير(أنا) المتكلم في السرد – ألفاظه سهلة وواضحه – تسلسل الأحداث وترتيبها – قلة الصناعة الفنية – تراوح أسلوبه بين الخبري والإنشائي
    7- لقب(تيوتيب) بـ(كينجوجوا) الذي لقبه (الحمالون)، ولقب(تيوتيب) الذي لقبه به( الزنوج) أو السكان المحليون وقد أطلق عليه هذا اللقب للقوة وروح التحدي.
    8- لقب أخيه بلقب( كومياكومبا) ويعني الشخص الذي يفتك بأي أحد.

    ردحذف

  2. أسئلة حول النص:
    س:من مبادئ كتابة الذاتية التطابق بين المؤلف والراوي والشخصية المتحدث عنها؛ استخرجي ما يدل على هذا التطابق وما يجعل من النص سيرة ذاتية؟اضطرني . عمل عندي. اشتريت , وزعت .......الخ .
    س: ما الدوافع التي كانت تقف وراء الرحلات التي كان يقوم بها تيبوتيب في أدغال أفريقيا؟ وهل تستوجب كل هذا العدد من الرجال ؟ولماذا؟
    التجارة وخاصة تجارة العاج , ونظرا للمخاطر التي يتعرض لها التجار في الأدغال فان كثرة الرجال ضروري .
    س:تبدو شخصية تيبوتيب شخصية تتمتع بمؤهلات قيادية.استخرجي من النص الصفات والأفعال المنسوبة إليه والدالة على ذلك؟
    طريقة تعامله مع الحمالين الذين فروا من خدمته + طريقة قيادته للمعركة .
    س:حينما عاد تيبوتيب تجميع العمال أطلقت القبائل عليه لقبا وعلى أخيه لقبا آخر:
    أ‌- ماللقبان اللذان أطلقا على كليهما؟ اطلق على تيبوتيب ( كنجوجوا ) الضبع المرقط .
    اطلق على أخيه ( كومبا كومبا ) الفاتك .
    ب‌- ما مدى مطابقة هذين اللقبين لهما؟
    يبدو من خيال الكاتب لنفسه ,أخيه في المعركة أن اللقبين ينطبقان عليهما تماما .
    س:رغم كل التحذيرات،فإن تيبوتيب قد أصر على الذهاب إلى أرض "السامو":
    أ‌- علام يدل ذلك؟ يدل ذلك على شجاعته وإقدامه وحبه للمغامرة .

    ب‌- ماالمخاطر التي كانت بانتظار تيبوتيب؟ غدر السامو به .
    ت‌- لمّ أصرَّ تيبوتيب على الذهاب لمواجهة السامو رغم كل المخاطر؟
    لأنهم يملكون كمية كبيرة من العاج وهو يريده وشجاعته تدفعه إلى الإقدام .
    س:الحملة على السامو كانت حملة لأسباب تجارية في ظاهرها، لكنها حملة فيها من المغامرة ومن الدوافع الإنسانية الكثير؛وضحي ذلك من خلال أدلة من النص؟
    الظاهر ( العاج هو المطلوب ) سبب جاري .
    لكن السامو معروفون بغدرهم لكثير من الناس ( عبيد . أحرار ) لذلك تبدو حملة الكاتب عليهم كالعقاب عليهم .
    س:أبدى السامو حنكة في الحرب ،لكن تيبوتيب كان له من الدهاء ما جعل الحرب تحسم لصالحه:
    أ‌- ما الحيلة التي توخاها السامو؟ اظهار المودة وقبول الكاتب ورجاله عندهم ثم انقلبوا عليهم وأرادوا الفتك بهم
    ب‌- كيف استعد تيبوتيب لمواجهة مكر السامو؟ اعتمدوا على بنادقهم المحشوة بالرصاص وأمطروا السامو بوابل منه .
    ت‌- ما النتائج التي ألت إليها الحرب بين السامو وتيبوتيب؟ هروب السامو إلا العاجزين منهم , ثم استعدوا لهم مرة ثانية وهجموا عليهم ثم مباغتته لجماعة تبوتيب للسامو ليلا وهزموهم .
    س:رغم إصابته في الحرب،فإن تيبوتيب لم يستسلم بل واصل المواجهة، فعلام يدل ذلك؟الشجاعة والروح القتالية العالية .
    س:بعد انتصاره على السامو استقبل تيبوتيب استقبالا حارا من قِبل القبائل المجاورة فما دلالة ذلك؟السامو عدو للجميع والكل يتمنى لهم ما نالوه على يد تيبوتيب .
    س: ومن الآن سأعرف بلقب تيبوتيب....
    أ‌- من أطلق عليه هذا اللقب؟ السكان المحليون الذين استقبلوه استقبال الأبطال .
    ب‌- لِمَ أطلق عليه هذا اللقب؟ لبيان مدى شدته في الحرب .
    ت‌- ما النتائج العسكرية والتجاريو للنتصار على السامو؟
    تسهيل التجارة وازدهارها . واستتاب الأمن والطمأنينة .
    س:يقول فيليب لوجون- أكبر منظّري السيرة الذاتية-: إنّ كتابة السيرة الذاتية هي أولا ممارسة فردية واجتماعية لا تقتصر على الكتاب وحدهم. هل ترى أنَّ هذه الفكرة تنطبق على سيرة تيبوتيب؟وضحي ذلك؟
    نعم : أن تيبوتيب لم يقتصر بالحديث عن نفسه فحسب بل تحدث أيضا عن مجموعة من القبائل التي كانت يعيش فيها وما يدور فيها من صراع حول النفوذ والتجارة ..
    س:ما الصفات التي تستخلصها من النص للمغامر العماني حمد محمد المرجبي؟
    الشجاعة والإقدام ـ والمغامرة ـ الحنكة العسكرية والقيادية .
    س: لماذا لقب المرجبي ب( كينجوجوا) وبـ(تيبوتيب)أثناء مغامراته في أدغال أفريقيا؟تقديرا لبطولاته وشجاعته لا سيما في مواجهته السام

    ردحذف

أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق