حل اسئلة درس الخُفاش يبصر بأذنيه

لغتي الجميلة - مهاراتي في القراءة  الدرس الثاني : الخُفاش يبصر بأذنيه - الصف السابع الفصل الأول .


من المعلوم أن الطيور أوتيت قوة في الإبصار، فتهيأ لها أن تؤدي أدوارها في حياتها بكل سهولة ويسر من طيران وغيره، ومما يطير ما هو بخلاف ذلك، وهو الخفافيش التي لم توت من الإبصار إلا مقدارا ضئيلا، حتى إنها تكاد تعد عمياء، ولكن الله سبحانه عوضها عن البصر بالشمع، البصر بالشمع، فدقة الشمع عندها عجيبة حتى إن بعض الباحثين قالوا بأنها تبصر

حل اسئلة درس الخُفاش يبصر بأذنيه

بآذانها، فهي قادرة أن تسمع وقع خطوات الحشرة الصغيرة، وأن تصطادها في الظلام الدامس، وذلك بما أوتيت من القدرة

على تحديد مكانها عن طريق الشمع، وعن طريق الرادار الذي تتمتع به، فالخفاش مزود بالرادار قبل أن يخترع في الحرب العالمية بملايين السنين.


والخفاش – مع كونه ضعيف البصر ويعيش في الكهوف المظلمة – يعرف طريقة بواسطة آلية مذهلة، وفي هذا الشأن يقول البروفيسور هـ. م . هوغيس: «دعونا نتخيل أكثر أنظمة الرادار تطورا، وهي التي تزود بها بعض الغواصات والطائرات، قد جرى ضغطها وتصغيرها ووضعها في أذن خفاش، فماذا ستكون النتيجة؟ حتما أنّ نظام الرادار الذي يحمله الخفاش في أذنه معادل لهذا النظام، فهو مزود بالية لإرسال الأمواج فوق الصوتية، وبآلية لالتقاطها بعد أن ترتد إليه عقب اصطدامها بأي شيء، ثم بحواسيب تحسب له حجم هذه الأجسام، وبعدها عنه، وسرعة حركتها بدقة شديدة، بحيث يتمكن في الظلام الدامس من اصطياد أصغر الحشرات بسرعة وكفاءة عالية».

وتستنتج من ذلك المسافة التي تفصلها عن الجسم الذي ارتدت عنه، وموقعها منه بالضبط وحجمه وشكله، ومعنى ذلك أن الخفافيش ترسم في أدمغتها صورة صوتية عن الجسم لا تختلف كثيرا عن الصورة البصرية التي ترسمها المخلوقات المبصرة للأشكال بمنأى عن الأشعة الضوئية التي تلتقطها شبكية العين، فتحولها إلى نبضات كهربائية يوصلها العصب البصري إلى الدماغ ليصنع منها صورة، والفرق أن الصورة في دماغ الإنسان مصدرها أمواج ضوئية، وفي دماغ الخفاش أمواج صوتية، وأن الصورة في دماغ الخفاش لا يعرف غيره كيف تبدو، إذ لم يلج أحد إلى دماغه، ولكن الذي نعرفه أنها كافية تماما لتكوين تصور دقيق عن الوسط المحيط به، ولذلك أشبهت الصورة البصرية، وبسبب ذلك قالوا: إن الخفاش يبصر بأذنيه. وعلى الرغم من اختلاط الأمواج التي تطلقها كل الخفافيش لا يختلط على أي منها مهما عاد إليه من أمواج، ويميز أمواجه الخاصة به، وبذلك يحسب منها بعد الأجسام وحجمها وسرعتها، فأنى يفسّر ذلك بأنه نتيجة مصادفات عشوائية، وطفرات متراكمة؟


والجهاز الذي زودت به أذن الخفاش عجيب جدا؛ فهو يصدر أصواتا حادة

لا يسمعها البشر، وهي التي تسمى بالتعبير العلمي (أمواجا فوق صوتية)، تخرج منه لتنتشر فوق محيطه، فإذا اصطدمت بأي جسم أو عائق ارتدث عنه لتعود إلى أذني الخفاش مرة أخرى، فتلتقط أذناه الموجات المرتدة، ثم تمر بها إلى دماغه، حيث توجد أجهزة أخرى، تقوم بإجراء معالجة للمعلومات الواردة عبر الأذنين، فتحسب بكفاءة مدهشة الزمن الذي استغرقته الأمواج فوق الصوتية منذ انطلاقها وحتى عودتها لمصدرها بعد ارتدادها.

 


وقد أجرى العلماء تجربة على قدرات الخفاش، فمدوا حبالا وأسلاكا داخل كهف تعيش فيه الخفافيش، فكانت تطير بينها داخل الكهف بحرية مطلقة دون أن تصطدم بأي حبل أو أي سلك، رغم أن الحبال والأسلاك كانت تنتشر في جميع أنحاء الكهف، وتقطعه طولا وعرضا، ومما يجدر ذكره أن الدلافين لديها أيضا تقنية مشابهة ولكن في الماء لا في الهواء. وكفاءة نظام الرادار عند الخفاش لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما الأعجب والأغرب الأمر الذي ما زال يحير العلما، وهو أن كل خفاش يميز بدقة متناهية أمواجه الخاصة التي ترتد عنه، فالخفافيش تعيش على شكل جماعات في كهوف مظلمة، وقد يبلغ تعداد جماعة منها المئات، وكلها ترسل أمواجا صوتية لترتد إليها.


كل ذلك عمل متقن بأسبابه المحكمة، ونظامه الدقيق، ووسائله المؤدية إلى نتائجه المرادة، ولو كان أمرا عشوائيا ليس وراءه حكمة حكيم، وقدرة قادر، وإرادة بكل شيء عليم لانعدم منه الإتقان، واختل فيه النظام، وفشلت وسائله، ولم تؤدّ بصير إلى نتيجة.

أحمد بن . حمد الخليلي، مصرع الإلحاد

(بتصرف).








 



 

إرسال تعليق

1 تعليقات

أهلا بك في موقع عُمان التعليمية - نرحب بنشر تعليقاتك البناءة و مساهماتك الطيبة - دائما نستمع بإهتمام لطلباتكم وآرائكم .. بالتوفيق